260

Tafsir al-Uthaymeen: Al-Imran

تفسير العثيمين: آل عمران

خپرندوی

دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع

د ایډیشن شمېره

الثالثة

د چاپ کال

١٤٣٥ هـ

د خپرونکي ځای

المملكة العربية السعودية

ژانرونه

ولا قومه، كما قال الله تعالى في سورة هود: ﴿تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ﴾ [هود: ٤٩] إذن هي غيب نسبي بالنسبة لمن لم تكن في زمنه، أما من كانت في زمنه فهي مشاهد، ولكن الرسول ﵊ وقومه كانوا أميين لا يعلمون شيئًا عن الأمم السابقة، فأوحى الله إلى نبيه ﷺ ما أوحى من أخبار السابقين، التي ما كان يعلمها لا هو ولا قومه، وهو دليل على أنه رسول الله حقا، وأن الوحي يأتيه من الله.
وقوله: ﴿نُوحِيهِ إِلَيْكَ﴾ الوحي في اللغة: الإعلام بسرعة وخفاء، فإذا أعلمك إنسان بسرعة على وجه خفي يسمى في اللغة وحيًا، ولكنه في الشرع: إخبار الله ﷾ لنبي من أنبيائه بما يشاءه من شرعه، هذا الوحي، ثم إنْ كلَّفه بتبليغه كان رسولًا، وإلا كان نبيًا.
وقوله: ﴿وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ﴾ أي: ما كنت عندهم، يعني عند زكريا وقومه.
﴿إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ﴾ إذ: أى حين، وهي متعلقة بقوله: ﴿كُنْتَ﴾ يعني: ما كنت في ذلك الوقت عندهم، إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم، وقوله: ﴿أَقْلَامَهُمْ﴾ اختلف العلماء في تفسيرها، فقيل: إنها على ظاهرها أنهم ألقوا أقلامهم التي يكتبون بها، وقيل: إن المراد بها سهامهم التي تكون في النصل يرمون بها، وسميت قلمًا لأنها تشبهه في الاستطالة، ودقة الرأس، وظاهر القرآن أن المراد بالأقلامِ الأقلامُ حقيقةً التي يكتب بها، ولا نعدل عن ظاهر القرآن إلا بدليل، هذه هي القاعدة

1 / 262