174

Tafsir al-Uthaymeen: Al-Imran

تفسير العثيمين: آل عمران

خپرندوی

دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع

د ایډیشن شمېره

الثالثة

د چاپ کال

١٤٣٥ هـ

د خپرونکي ځای

المملكة العربية السعودية

ژانرونه

أنواع البلاغة؛ لأن قوله: ﴿وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ﴾، ﴿وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ﴾، هذا أيضًا تحذير آخر؛ لأنه تهديد ووعيد لمن خالف ما حذر الله منه. * * * • ثم قال تعالى: ﴿قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [آل عمران: ٢٩]. ﴿قُلْ﴾: الخطاب للرسول ﷺ. ولكن لا بأس أن يقوله من يحتاج إليه، وإن كان غير الرسول ﵊. ﴿تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ﴾: والذي في الصدور هو ما تُكِنُّه القلوب، وجعله في الصدور لأن القلوب في الصدور، كما قال الله تعالى: ﴿فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ﴾ [الحج: ٤٦]. وقوله: ﴿إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ﴾ عام في كل شيء، من الخير أو من الشر، أو العداوة أو الولاية، أو غير ذلك. وقوله تعالى: ﴿يَعْلَمْهُ اللَّهُ﴾: ﴿يَعْلَمْهُ﴾: بالجزم؛ جوابًا للشرط في قوله: ﴿إِنْ تُخْفُوا﴾ يعلمه الله ﷿، وهو ﷾ عالم به قبل أن تخلق الصدور وما فيها، ولكن يعلمه أيضًا بعد أن يقع في الصدور عِلمَ وقوع، وأما علمه السابق فهو علم بما سيكون. وأما بعد وقوع الشيء فهو علم بالشيء بعد كونه. فلله ﷾ فيما يكون بالنسبة للعلم اعتباران:

1 / 176