100

Tafsir al-Uthaymeen: Al-Imran

تفسير العثيمين: آل عمران

خپرندوی

دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع

د ایډیشن شمېره

الثالثة

د چاپ کال

١٤٣٥ هـ

د خپرونکي ځای

المملكة العربية السعودية

ژانرونه

ولهذا أمثلة كثيرة منها قوله تعالى للرسول ﷺ: ﴿أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى (٦) وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (٧) وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى﴾ [الضحى: ٦ - ٨]. قال: ألم يجدك يتيمًا ولم يقل: فآواك، ووجدك ضالًا ولم يقل: فهداك، مع أن الخطاب له، ووجدك عائلًا ولم يقل: فأغناك، بل حذف المفعول ليؤذن بعموم العامل. فالرسول ﵊: وجده ربه يتيمًا فآواه، وآوى به، حتى جعله فئة لكل مؤمن، ووجده ضالًا فهداه وهدى به، وكذا وجده عائلًا فأغناه وأغنى به. وقال: ﴿مُطَهَّرَةٌ﴾ ولم يقل: مطهرات؛ لأن نعت الجمع يجوز أن يكون مجموعًا ويجوز أن يكون مفردًا، إلا جمع المؤنث السالم فإنه يكون مجموعًا؛ فتقول مثلًا: مررت بنساء مؤمنات، ولا تقول: بنساء مؤمنة، ومررت بمسلمات صالحات، ولا تقول: بمسلمات صالحة. وقوله: ﴿وَأَزْوَاجٌ﴾ جمع تكسير؛ فيجوز في وصفه الإفراد والجمع، يجوز أزواج مطهرات، وأزواج مطهرة. قال ابن مالك: (والله يقضي بهبات وافرة)، ولو قال: وافرات لصحَّ. وقوله تعالى: ﴿وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ﴾: هذا من أعظم شيء؛ أن الله ﷾ يحل عليهم رضاه فلا يسخط عليهم بعده أبدًا، كما قال الله تعالى لما عدد نعيم أهل الجنة: ﴿وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ﴾ [التوبة: ٧٢]. وأعظم من ذلك النظر إلى وجه الله ﷾، كما قال الله تعالى: ﴿لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ﴾ [يونس: ٢٦] فلا ألذ ولا أمتع ولا أحسن لأهل الجنة من النظر إلى وجه الله

1 / 102