Tafsir Al-Uthaymeen: Al-Ankabut
تفسير العثيمين: العنكبوت
خپرندوی
مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية
شمېره چاپونه
الأولى
د چاپ کال
١٤٣٦ هـ
د خپرونکي ځای
المملكة العربية السعودية
ژانرونه
فَأَمَرَ عَلِيًّا أن يَمْحُوَهَا، فَأَبَى عَليٌّ ﵁، فَأَخَذَهَا النَّبِيُّ ﷺ فَمَحَاهَا وكَتَبَ: مُحَمَّدُ ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ (^١). هذا لفظُ البُخَارِيِّ، قالوا: فكلمة (كَتَب) تدل على أنه بَاشَرَ الكِتَابَة.
القولُ الثالِثُ: أن النَّبِيَّ ﵊ قرأَ وكَتَبَ بعد أن نَزَلَ عليه القُرآنُ؛ لأن اللَّه ﷾ أعْطَاهُ عَقْلًا وأعْطَاهُ عِلْمًا، والعاقِلُ العالمُ لا يَشُقُّ عليه أن يَقْرأَ ويَكْتُبَ بعد أن ينْزِلَ عليه القرآنُ؛ لأن التعلمَ يكون مِنَ الصَّبيانِ الصِّغارِ فكيف بمثل حالِ الرَّسُولِ ﵊، فلا يَمْتَنِعُ عليهِ ذَلكَ.
وأجابوا عن احتِجَاجِ أولئكَ بقولهِمْ: إن وَصْفَه بالأُمِّي لا ينَافِي أن يكون تَعَلَّمَ الكتابَة بعد ذلك من وجهين:
الوجهُ الأَوَّلُ: أن وصْفَهُ بكونهِ أُمِّيًّا لا يَعْنِي الوَصْفَ الشَّخْصِيَّ، إذ قد يراد به أنه مِنَ الأُمِّيينَ، فيكونُ الأُمِّيُّ مثلَ القُرَشِيِّ، يقول اللَّه تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ﴾ [الجمعة: ٢].
أو يقالُ: إنه كان أُمِّيًا حين نُزولِ القرآنِ عليه.
والجوابُ عن كونِ الرَّسولِ ﵊ له كُتَّابٌ، هو: أن الكبيرَ والرئيسَ جرتِ العادَةُ أن يكون له كُتَّاب يكْتُبون له ما يُريدُ، كما هو مشهور، فهذا شأنُ النَّبِيِّ ﷺ مع كُتَّابِ الوَحْي وكُتَّابِ الرسائل إلى الملوكِ.
(^١) أخرجه البخاري: كتاب الصلح، باب كيف يكتب هذا ما صالح فلان بن فلان وفلان بن فلان. . .، رقم (٢٥٥٢) عن البراء بلفظ: فلما كتبوا الكتاب كتبوا: هذا ما قاضى عليه محمد رسول اللَّه، فقالوا: لا نقر بها، فلو نعلم أنك رسول اللَّه ما منعناك، لكن أنت محمد بن عبد اللَّه، قال: "أنا رسول اللَّه وأنا محمد بن عبد اللَّه". ثم قال لعلي: "امح رسول اللَّه". قال: لا واللَّه، لا أمحوك أبدًا. فأخذ رسول اللَّه ﷺ الكتاب فكتب: هذا ما قاضى عليه محمد بن عبد اللَّه. . .؛ ومسلم: كتاب الجهاد والسير، باب صلح الحديبية في الحديبية، رقم (١٧٨٣) عن البراء.
1 / 274