149

Tafsir Al-Uthaymeen: Al-Ankabut

تفسير العثيمين: العنكبوت

خپرندوی

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٣٦ هـ

د خپرونکي ځای

المملكة العربية السعودية

ژانرونه

في المفهوم العُرْفيِّ فهي اسم البلد الصَّغِير، ولذلك في عُرفِنَا الآن يقال: المدينة وما يتبعها من القرى.
قوله: ﴿إِنَّ أَهْلَهَا كَانُوا ظَالِمِينَ﴾، أَخْبرُوا وعلَّلُوا، فأخبروا بقولهم: ﴿إِنَّا مُهْلِكُو أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ﴾، وعلَّلُوا هذا الإهلاكَ بقولهم: ﴿إِنَّ أَهْلَهَا كَانُوا ظَالِمِينَ﴾.
قَال المُفَسِّر: [﴿ظَالِمِينَ﴾ كَافِرينَ]: فالظُّلمُ هنا المرادُ به الكُفْرُ، والظُّلْمُ تارةً يُرادُ به الكُفر كما في قوله ﷿: ﴿إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ﴾ [لقمان: ١٣]، وقوله ﷾: ﴿وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ [البقرة: ٢٤٥]، وتارةً يُرادُ بالظُّلمِ ما دُونَ الكُفْر كما في قوله ﷿: ﴿وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ﴾ [آل عمران: ١٣٥]، فالآيةُ في سِياقِ صِفَةِ المؤمنينَ المتَّقِينَ، ولهذا يُشْكِلُ على بعضِ الناس إنكارُ شيخِ الإسلامِ وتلميذ ابنِ القيم -رحمهما اللَّه- المجاز في اللُّغة العربية، وقالوا: هذا غيرُ معْقولٍ؛ لأن اللغة العربية مملوءةً بالمجازِ، لكن من تَدَبَّرَ أن الألفاظَ لا يتَحَدَّدُ معناها إلا بالسِّياقِ عَرَفَ وجْه كلامِ شيخِ الإسلام (^١).
والناسُ في هذه المسألة على ثلاثَةِ أقوالٍ:
القولُ الأولُ: لا يُوجدُ مجازٌ في اللُّغةِ العربية أبدًا.
القولُ الثاني: يوجدُ مجازٌ في اللُّغةِ العَربيَّةِ لكنْ لا مجازَ في القُرآنِ خاصة.
القولُ الثالثُ: يُوجَدُ مجازٌ في القُرآنِ وفي اللُّغةِ العَربِيَّةِ، حتى إن بعضَ عُلماءِ اللُّغةِ قال: إن كُلَّ اللُّغةِ مجازٌ، فإنك إذا قلت: (قُلتُ قولًا)، فإن قَولًا نُعْرِبُها على

(^١) مجموع الفتاوى (٦/ ٣٦٠).

1 / 153