فإذا قال: أليس هذا فعلًا، وينبغي أن أبدأ كل فعل بالبسملة؟ قلنا: إذا قلت هذا فقل: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، فالصحيح أنَه لا يستحب البداءة بها، ولذا ينبه على الطلاب في المدارس لئلا يتخذوها سُنَّة.
قوله: (الرحمن) مشتق من الرحمة، ولكنه على صيغة فعلان، وهذه الصيغة تدل على السعة والامتلاء، فيكون معناه: أنه ذو رحمة واسعة، ولهذا فسرها بعضهم: بأن الرحمن ذو الرحمة العامة، ولكن الصواب: أنه ذو الرحمة الواسعة، يرحم من شاء ﷿، فهي أدل على الوصف منها على الفعل.
وقوله: (الرحيم) صيغة مبالغة من الرحمة أيضًا، لكنها أدل على الفعل منها على الوصف، فسبقتِ (الرحمن)؛ لأنها وصف، وأتت (الرحيم)؛ لأنها فعل، فهو رحمن يرحم ﷿، وقد ذكر الله ﵎: أنه رحيمٌ بالمؤمنين، والمراد الرحمة الخاصة.
وقسم العلماء - رحمهم الله تعالى - الرحمة إلى قسمين: عامة وخاصة.
فأما الرحمة العامة: فهي الشاملة لجميع الخلق، المؤمن والكافر، والبر والفاجر، والصغير والكبير، والبهيم والعاقل، فكل الخلق تحت رحمة الله ﷿، لا يشذ أحد عن هذه الرحمة العامة.
وأما الرحمة الخاصة: فهي التي تختص بالمؤمنين.
والفرق بينهما أن الرحمة الخاصة تتصل برحمة الآخرة، فيكون لله ﷿ على المؤمنين رحمة في الدنيا ورحمة في الآخرة، أما الرحمة العامة فلا أثر لها إلا في الدنيا، ولذلك