29

Tafsir Al-Uthaymeen: Al-An'am

تفسير العثيمين: الأنعام

خپرندوی

دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢ م

د خپرونکي ځای

المملكة العربية السعودية

ژانرونه

تدبرها، وعما تدل عليه، فكأنهم لم يروا الآيات وهذا كقوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ (٩٦) وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (٩٧)﴾ [يونس: ٩٦، ٩٧]. فإن قيل: وهل هم معرضون عنها بوجوههم أو بقلوبهم؟ الجواب: بالجميع فيشمل هذا وهذا، فإذا قيل له: تعالَ انظر آية الله، أعرض ولم ينظر، وقد يري ولكن يعرض عن التأمل بالقلب؛ لأنه - والعياذ بالله - محجوب عن الخير، فلا يحب أن يصل إليه. من فوائد الاية الكريمة: الفائدة الأولى: بيان عُتو هؤلاء المكذبين، ووجه ذلك أنه لا تأتيهم أي آية إلا كانوا عنها معرضين، وقد طلبت قريش من النبي ﷺ آية فأراهم انشقاق القمر، أشار إلى القمر فانفلق فرقتين وشاهده الناس (^١)، وقد أشار الله إليه في قوله: ﴿اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (١)﴾ [القمر: ١] وهو انشقاق حسي، والمراد بالقمر القمر المشاهد المعروف. وقد أنكر الفلاسفة وعلماء الفلك أن القمر انشق، وقالوا: لا يمكن؛ لأن الأجرام السماوية لا يمكن فيها التفكك، فهل نقبل قولهم ونرد الأحاديث الصحيحة المشهورة المستفيضة أو نرد قولهم؟ نقول: الواجب على المؤمن أن يرد كل قول يخالف الكتاب والسُّنَّة مهما كان قائله، - سبحان الله - كيف نقول يستحيل أن

(^١) رواه البخاري، كتاب المناقب، باب: سؤال المشركين أن يريهم النبي ﷺ آية (٣٦٣٧)، ومسلم، كتاب صفة القيامة والجنة والنار، باب: انشقاق القمر (٢٨٠٠).

1 / 33