151

Tafsir Al-Uthaymeen: Al-Ahzab

تفسير العثيمين: الأحزاب

خپرندوی

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٣٦ هـ

د خپرونکي ځای

المملكة العربية السعودية

ژانرونه

الآية (٢٠)
* قالَ اللَّه ﷿: ﴿يَحْسَبُونَ الْأَحْزَابَ لَمْ يَذْهَبُوا وَإِنْ يَأْتِ الْأَحْزَابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بَادُونَ في الْأَعْرَابِ يَسْأَلُونَ عَنْ أَنْبَائِكُمْ وَلَوْ كَانُوا فِيكُمْ مَا قَاتَلُوا إِلَّا قَلِيلًا (٢٠)﴾ [الأحزاب: ٢٠].
* * *
قوله تعالى: ﴿يَحْسَبُونَ﴾ بمَعنَى: يَظُنُّون، وهي تَنصِب مَفعولين أصلُهما المُبتَدَأُ والخبَرُ، والمَفعول الأوَّل هنا قوله ﷾: ﴿الْأَحْزَابَ﴾ والمَفعول الثاني: جُمْلة ﴿لَمْ يَذْهَبُوا﴾ يَعنِي: يَظُنُّ هؤلاء المُنافِقون أن الأحزاب لم يَذهَبوا، وهذا يَدُلُّ على جُبْنهم وخَوْفهم وذُعْرهم؛ لأنه حتى بعد ذَهاب الأحزاب وتَفريقهم يَظُنُّ هؤلاء المُنافِقون أنهم لم يَذهَبوا.
وقوله ﵀: [﴿لَمْ يَذْهَبُوا﴾ إلى مكَّةَ؛ لخَوْفهم منهم ﴿وَإِنْ يَأْتِ الْأَحْزَابُ﴾ كرَّة أُخرى ﴿يَوَدُّوا﴾ يَتَمَنَّوا ﴿لَوْ أَنَّهُمْ بَادُونَ في الْأَعْرَابِ﴾ أي: كائِنون في البادية ﴿يَسْأَلُونَ عَنْ أَنْبَائِكُمْ﴾ أَخبارِكم مع الكُفَّار].
قوله ﷾: ﴿وَإِنْ يَأْتِ﴾ هذا على سبيل الفَرْض والتقدير، وقوله تعالى: ﴿الْأَحْزَابَ﴾ جَمْع حِزْب وهُمُ الطوائِف الذين تَحزَّبُوا على النبيِّ ﵊ من قُرَيشٍ وغَطَفانَ وأسَد وغيرهم، لو أَتَى هؤلاءِ الأحزابُ مرَّةً أخرَى لوَدَّ هؤلاءِ المُنافِقون أنَّهم ﴿بَادُونَ في الْأَعْرَابِ﴾ البادِي: هو الساكِن البادِيَةَ، ومنه قول النبيِّ

1 / 156