Tafsir al-Tabari - Jami' al-Bayan

Al-Tabari d. 310 AH
123

Tafsir al-Tabari - Jami' al-Bayan

تفسير الطبري جامع البيان - ط دار التربية والتراث

د ایډیشن شمېره

بدون تاريخ نشر

ژانرونه

القول في تأويل الاستعاذة تأويل قوله: ﴿أَعُوذُ﴾ . قال أبو جعفر: والاستعاذة: الاستجارة. وتأويل قول القائل: ﴿أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ﴾ أستجيرُ بالله - دون غيره من سائر خلقه - من الشيطان أن يضرَّني في ديني، أو يصدَّني عن حق يلزَمُني لرَبي. تأويل قوله: ﴿مِنَ الشَّيْطَانِ﴾ قال أبو جعفر: والشيطان، في كلام العرب: كل متمرِّد من الجن والإنس والدوابِّ وكل شيء. وكذلك قال ربّنا جل ثناؤه: ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإنْسِ وَالْجِنِّ﴾ [سورة الأنعام: ١١٢]، فجعل من الإنس شياطينَ، مثلَ الذي جعل من الجنّ. وقال عمر بن الخطاب رحمة الله عليه، وركب بِرذَوْنًا فجعل يتبختر به، فجعل يضربه فلا يزداد إلا تبخترًا، فنزل عنه، وقال: ما حملتموني إلا على شيطانٍ! ما نزلت عنهُ حتى أنكرت نَفسي. ١٣٦- حدثنا بذلك يونس بن عبد الأعلى، قال: أنبأنا ابن وهب، قال: أخبرني هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمر (١) . قال أبو جعفر: وإنما سُمي المتمرِّد من كل شيء شيطانًا، لمفارقة أخلاقه وأفعاله أخلاقَ سائر جنسه وأفعاله، وبُعدِه من الخير. وقد قيل: إنه أخذ من

(١) الأثر: ١٣٦ نقله ابن كثير في التفسير ١: ٣٢ من رواية ابن وهب، بهذا الإسناد. وقال "إسناده صحيح". وذكر الطبري في التاريخ ٤: ١٦٠ نحو معناه بسياق آخر، بدون إسناد.

1 / 111