[الحجر: 21]. فالله سبحانه وتعالى دائم العطاء لخلقه، والخلق يأخذون دائما من نعم الله، فكأن العبودية لله تعطيك ولا تأخذ منك وهذا يستوجب الحمد. والله سبحانه وتعالى في عطائه يحب أن يطلب منه الإنسان، وأن يدعوه وأن يستعين به، وهذا يوجب الحمد لأنه يقينا الذل في الدنيا. فأنت إن طلبت شيئا من صاحب نفوذ، فلابد ان يحدد لك موعدا أو وقت الحديث ومدة المقابلة وقد يضيق بك فيقف لينهي اللقاء.. ولكن الله سبحانه وتعالى بابه مفتوح دائما.. فأنت بين يديه عندما تريد وترفع يديك الى السماء وتدعو وقتما تحب وتسأل الله ما تشاء فيعطيك ما تريده إن كان خيرا لك.. ويمنع عنك ما تريده إن كان شرا لك. والله سبحانه وتعالى يطلب منك أن تدعوه وأن تسأله فيقول:
وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين
[غافر: 60]. ويقول سبحانه وتعالى:
وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون
[البقرة: 186]. والله سبحانه وتعالى يعرف ما في نفسك، ولذلك فإنه يعطيك دون أن تسأل. واقرأ الحديث القدسي: يقول رب العزة:
" من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين ".
والله سبحانه وتعالى عطاؤه لا ينفد، وخزائنه لا تفرغ، فكلما سألته جل جلاله كان لديه المزيد، ومهما سألته فإنه لا شيء عزيز على الله سبحانه وتعالى، إذا أراد أن يحققه لك.. واقرأ قول الشاعر:
حسب نفسي عزا بأنني عبد
يحتفي بي بلا مواعيد رب
هو في قدسه الأعز ولكن
ناپیژندل شوی مخ