150

Tafsir al-Quran al-Thari al-Jami'

تفسير القرآن الثري الجامع

ژانرونه

سورة البقرة [٢: ١٣٩]
﴿قُلْ أَتُحَاجُّونَنَا فِى اللَّهِ وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ وَلَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ﴾:
﴿قُلْ أَتُحَاجُّونَنَا فِى اللَّهِ﴾: قل يا محمّد لهم: أتحاجوننا: الهمزة همزة استفهام إنكاري، وتوبيخ، والمحاججة: هي الحوار بين طرفين، أو أكثر؛ لإثبات الحجة، وإظهار الحق من الباطل؛ كقوله: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِى حَاجَّ إِبْرَاهِمَ فِى رَبِّهِ﴾ [البقرة: ٢٥٨]، أتحاجوننا في الله: أي: من شأنّ الله واصطفائه لمحمد كنبي من العرب، وأنّكم أحق بالنّبوة، أو أنّكم أولياء الله وأحبائه.
﴿وَهُوَ﴾: ضمير فصل يفيد الحصر والتّوكيد.
﴿رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ﴾: أي: نحن وأنتم الله ربنا، فهو الّذي يفصل بيننا وبينكم بالحق، فنحن:
﴿وَلَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ﴾: ولا حاجة للمحاججة والادعاءات الباطلة.
﴿وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ﴾: له: اللام لام الاختصاص، والاستحقاق، وتقديم له الجار والمجرور على مخلصون بدلًا من القول، ونحن مخلصون له تفيد الحصر؛ أي: له وحده مخلصون؛ لأنّ العمل الصالح لا يُقبل إلَّا إذا كان خالصًا لوجه الله تعالى.
ومخلصون جملة اسمية تفيد الثبات؛ أي: صفة الإخلاص عندنا ثابتة لا تتغير.

1 / 146