115

Tafsir al-Quran al-Thari al-Jami'

تفسير القرآن الثري الجامع

ژانرونه

سورة البقرة [٢: ١٠٤]
﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾:
﴿يَاأَيُّهَا﴾: أداة للنداء البعيد، والهاء للتنبيه.
﴿الَّذِينَ آمَنُوا﴾: نداء للذين آمنوا، الّذين هم على طريق الإيمان، بأمرٍ جديد.
﴿لَا﴾: الناهية. ﴿تَقُولُوا رَاعِنَا﴾: أي: راعنا سمعك؛ أي: اسمع لنا، ولا تعجل علينا، أو تأنَّ بنا، حتّى نفهم ما تقوله، ونحفظه، وتعني الرعاية؛ أي: تمهل بنا، وارفق بنا.
والسبب في نزول هذه الآية: أنّ المسلمين كانوا يقولون لرسول الله ﷺ: يا رسول الله! اسمع لنا، أو ترفق بنا، أو تمهل بنا.
وكلمة راعنا في اللغة العبرانية تعني: سبًا قبيحًا، أو بمعنى اسمع لا سمعت، وقيل: هي من الرعونة؛ أي: الجهل والحماقة.
فلما سمع اليهود هذه الكلمة، أخذوا يخاطبون رسول الله ﷺ بها، قاصدين بها السب، والاستهزاء، يقولون: يا محمّد راعنا، ويضحكون.
فجاء الأمر من الله سبحانه، بالنهي عن استعمال كلمة (راعنا)، لكي يحمي رسوله ﷺ، من أي شتم، أو استهزاء، وأبدلها بلفظ آخر، هو ﴿انظُرْنَا﴾.
﴿وَقُولُوا انظُرْنَا﴾: أي: تأنَّ علينا، أو أمهلنا، أو أنظر إلينا، أو انتظرنا.
﴿وَاسْمَعُوا﴾: إلى ما يأمركم به الله ورسوله، وإلى ما ينهاكم عنه سمع طاعة.
﴿وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾: اللام؛ لام الاستحقاق أو الاختصاص.
﴿وَلِلْكَافِرِينَ﴾، ومنهم: ﴿عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾؛ لمن أذى رسول الله ﷺ، وأساء إليه، وهذا تهديد ووعيد.

1 / 111