109

Tafsir al-Quran al-Thari al-Jami'

تفسير القرآن الثري الجامع

ژانرونه

سورة البقرة [٢: ٩٨]
﴿مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ﴾:
﴿مَنْ﴾: شرطية.
﴿كَانَ﴾: تشمل جميع الأزمنة؛ الماضي، والحاضر، والمستقبل.
﴿عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ﴾: عدوًا؛ من العداوة، وأصلها: الميل، والبعد، عمن تعادي، وإرادة الضر له، ومحاربته، وقهره، والعمل ضده.
﴿لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ﴾: ﴿لِلَّهِ﴾: اللام لام الاختصاص، ولم يقل: لملائكته، ولرسله، وعطف الملائكة والرسل على الله، فمن يعادي أحدًا من الملائكة، أو من الرسل، فكأنما عادى الله، وعادى كل الملائكة، وكل الرسل؛ فالله، وملائكته، ورسله، بما فيهم جبريل، وميكال، وحدة واحدة؛ لا تتجزأ.
﴿وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ﴾: أليس جبريل وميكال من الملائكة؟ نعم، وإعادة ذكرهما؛ للتشريف، وعلو منزلتهما، وتعظيمًا لهما، وهذا ما نسميه، عطف الخاص على العام.
﴿فَإِنَّ﴾: الفاء للتوكيد، وإن لزيادة التّوكيد.
﴿اللَّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ﴾: ولم يقل: فإن الله عدوٌّ له، أو عدوٌّ لهم، وإنما قال: ﴿عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ﴾: حكم عليهم بالكفر؛ بسبب عداوتهم للملائكة، أو الرسل، وأثبت لهم صفة الكفر، (الكافرين): جملة اسمية تفيد الثبوت. ومن عادى واحدًا من الملائكة، أو الرسل، كأنه عادى الله ﷾، ودخل في الكفر.

1 / 105