Tafsir al-Qur'an al-Karim wa I'rabuhu wa Bayanuhu - al-Durra
تفسير القرآن الكريم وإعرابه وبيانه - الدرة
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م
ژانرونه
فعن أبي هريرة-﵁-عن النبي ﷺ قال: «خلق الله آدم ﵇ على صورته، وطوله ستون ذراعا، ثمّ قال: اذهب، فسلّم على أولئك-نفر من الملائكة-فاسمع ما يحيّونك به، فإنّها تحيّتك، وتحيّة ذرّيّتك، فقال: السّلام عليكم! فقالوا: السّلام عليك، ورحمة الله! فزادوه: ورحمة الله، قال: فكلّ من يدخل الجنة على صورة آدم، وطوله ستون ذراعا فلم يزل الخلق ينقص بعده حتى الآن». متفق عليه، قال الإمام النووي-رحمه الله تعالى-: هذه الرواية ظاهرة في أنّ الضمير في صورته عائد إلى آدم، وأنّ المراد: أنّه خلق في أول نشأته على صورته التي كان عليها في الأرض، وتوفي عليها. انتهى. وعن أنس-﵁-قال: قال رسول الله ﷺ: «لمّا صوّر الله آدم تركه ما شاء الله أن يتركه، فجعل إبليس يطوف به ينظر ما هو، فلما رآه أجوف عرف أنّه لا يتمالك». أخرجه مسلم. وعن أبي موسى الأشعري-﵁ قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «إنّ الله ﵎ خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض، فجاء بنو آدم على قدر الأرض، منهم الأحمر، والأبيض، والأسود، وبين ذلك، والسّهل، والحزن، والطّيب، والخبيث» أخرجه الترمذيّ، وأبو داود.
الإعراب: ﴿وَعَلَّمَ:﴾ الواو: حرف عطف، أو حرف استئناف. (﴿عَلَّمَ﴾): فعل ماض، والفاعل يعود إلى ﴿رَبُّكَ﴾ المذكور في الآية السابقة. ﴿آدَمَ:﴾ مفعول به أول. ﴿الْأَسْماءَ﴾ مفعول به ثان. ﴿كُلَّها:﴾ توكيد للأسماء، و«ها» في محل جر بالإضافة، والجملة الفعلية معطوفة على جملة: (قال...) إلخ، فهي في محل جر مثلها، وقيل: مستأنفة لا محل لها، والعطف أقوى.
﴿ثُمَّ:﴾ حرف عطف. ﴿عَرَضَهُمْ:﴾ فعل ماض، والفاعل يعود إلى ﴿رَبُّكَ،﴾ والهاء مفعول به.
﴿عَلَى الْمَلائِكَةِ:﴾ متعلقان بما قبلهما، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، و﴿ثُمَّ﴾ للتراخي.
﴿فَقالَ:﴾ الفاء: حرف عطف وتعقيب. (قال): فعل ماض، والفاعل يعود إلى ﴿رَبُّكَ﴾ أيضا.
﴿أَنْبِئُونِي:﴾ فعل أمر مبني على حذف النون، والواو فاعله، والنون للوقاية، وياء المتكلم مفعول به، والجملة الفعلية في محل نصب مقول القول. ﴿بِأَسْماءِ:﴾ متعلقان بالفعل قبلهما.
﴿هؤُلاءِ:﴾ الهاء: حرف تنبيه لا محل له، و(أسماء): مضاف، و(أولاء): اسم إشارة مبني على الكسر في محل جر بالإضافة، وجملة: (قال...) إلخ معطوفة على ما قبلها، فهي في محل جر أيضا. ﴿إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ:﴾ انظر إعراب هذه الجملة في الآية رقم [٢٣]، وجواب الشرط محذوف لدلالة ما قبله عليه، التقدير: إن كنتم صادقين فيما تقولون؛ فأنبئوني... إلخ.
﴿قالُوا سُبْحانَكَ لا عِلْمَ لَنا إِلاّ ما عَلَّمْتَنا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (٣٢)﴾
الشرح: ﴿قالُوا:﴾ أي: قال الملائكة. ﴿سُبْحانَكَ:﴾ تنزيها لك عن جميع المعايب، والنقائص، وانظر الآية رقم [٣٠]، و(سبحان): اسم مصدر، وقيل: مصدر، مثل: غفران، وليس بشيء؛ لأن الفعل: سبّح بتشديد الباء، والمصدر: تسبيح، ولا يكاد يستعمل إلا مضافا
1 / 100