164

Tafsir al-Qur'an al-Karim wa I'rabuhu wa Bayanuhu - al-Durra

تفسير القرآن الكريم وإعرابه وبيانه - الدرة

شمېره چاپونه

الأولى

د چاپ کال

١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م

ژانرونه

كلّها حتى في الكحل. (﴿السَّلْوى﴾): قال ابن عطية: طير بإجماع المفسرين. وقيل: هو السّمانى بعينه، وقد غلط خالد بن زهير الهذليّ، فظنّه العسل، فقال: [الطويل]
وقاسهما بالله جهدا لأنتم... ألذّ من السّلوى إذا ما نشورها
وقال المؤرج أحد علماء اللغة والتفسير، وهو ابن عمر السّدوسي: إنّه العسل، واستدل ببيت الهذلي، وذكر: أنه كذلك بلغة كنانة، سمّي به؛ لأنه يسلى به، ومنه عين السّلوان، وأنشد قول الشاعر: [الرجز]
لو أشرب السّلوان ما سليت... ما بي غنى عنك وإن غنيت
وقال الجوهريّ: والسّلوى: العسل، وذكر بيت الهذلي، لذا ما ادّعاه ابن عطية من الإجماع من أنه طير لا يصحّ، ويمكن القول: أنه يطلق على الطير المذكور وعلى العسل، والسّلوانة بالضم: خرزة كانوا يقولون: إذا صبّ عليها ماء المطر، فشربه العاشق سلا، قال الشّاعر: [الطويل]
شربت على سلوانة ماء مزنة... فلا وجديد العيش يا ميّ ما أسلو
واسم ذلك الماء: السّلوان، وقال بعضهم: السّلوان: دواء يسقاه الحزين، فيسلو، والأطباء يسمّونه المفرّح. ويقال: سليت، وسلوت لغتان، هذا وقال الأخفش: السّلوى: جمع لا واحد له من لفظه، مثل: الخير، والشر. وقال الخليل: واحده: سلواة، وأنشد قول الشاعر: [الطويل]
وإنّي لتعروني لذكراك سلوة... كما انتفض السّلواة من بلل القطر
﴿كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ:﴾ هو على تقدير: وقلنا لهم: كلوا من حلالات ما رزقناكم، ولا تدّخروا لغد. فخالفوا، وادخروا، فدوّد، وفسد: فقطع الله عنهم ذلك، فعن أبي هريرة-﵁-قال: قال رسول الله ﷺ: «لولا بنو إسرائيل لم يخبث الطّعام، ولم يخنز اللّحم، ولولا حوّاء لم تخن أنثى زوجها الدّهر». متّفق عليه، لم يخنز اللّحم: لم ينتن، ولم يتغيّر. هذا والأمر أمر إباحة، وإرشاد، وامتنان. ﴿وَما ظَلَمُونا﴾ أي: بكفرهم، وجحودهم هذه النّعم. ويقدّر قبله:
فعصوا، ولم يقابلوا هذه النعم بالشّكر. ﴿وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾ لمقابلتهم النعم بالمعاصي.
وكلّ من خالف أوامر الله فإنما يظلم نفسه؛ لأن وبال ذلك يعود عليه. وهذه الجملة تكرر ذكرها في عشر آيات، وخذ قوله تعالى في سورة (فصلت) رقم [٤٦]: ﴿مَنْ عَمِلَ صالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَساءَ فَعَلَيْها وَما رَبُّكَ بِظَلاّمٍ لِلْعَبِيدِ﴾. هذا والجمع بين صيغتي الماضي، والمضارع: ﴿ظَلَمُونا﴾ و﴿يَظْلِمُونَ﴾ للدلالة على تماديهم في الظلم، واستمرارهم على الكفر.
الإعراب: (﴿ظَلَّلْنا﴾): فعل وفاعل. ﴿عَلَيْكُمُ:﴾ جار ومجرور متعلقان بما قبلهما. ﴿الْغَمامَ:﴾
مفعول به، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها في الآية السابقة. (﴿أَنْزَلْنا﴾): فعل وفاعل.
﴿عَلَيْكُمُ:﴾ متعلقان به. ﴿الْمَنَّ:﴾ مفعول به. (﴿السَّلْوى﴾): معطوف على ما قبله منصوب مثله،

1 / 167