155

Tafsir al-Qur'an al-Karim wa I'rabuhu wa Bayanuhu - al-Durra

تفسير القرآن الكريم وإعرابه وبيانه - الدرة

شمېره چاپونه

الأولى

د چاپ کال

١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م

ژانرونه

الإعراب: ﴿ثُمَّ:﴾ حرف عطف. ﴿عَفَوْنا:﴾ فعل وفاعل. ﴿عَنْكُمْ:﴾ جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما، وهما في محل نصب مفعول به، والجملة الفعلية معطوفة على جملة: ﴿واعَدْنا..﴾.
إلخ؛ فهي في محل جرّ مثلها. ﴿مِنْ بَعْدِ:﴾ متعلقان بالفعل ﴿عَفَوْنا﴾ أيضا، و﴿بَعْدِ﴾ مضاف و﴿ذلِكَ﴾ اسم إشارة مبني على السكون في محل جر بالإضافة، واللام للبعد، والكاف حرف خطاب لا محل له. ﴿لَعَلَّكُمْ﴾ حرف مشبه بالفعل والكاف اسمه. ﴿تَشْكُرُونَ:﴾ فعل مضارع مرفوع... والواو فاعله، والجملة الفعلية في محل رفع خبر (لعلّ) والجملة الاسمية مفيدة للتعليل المفهوم من التّرجّي.
﴿وَإِذْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ وَالْفُرْقانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (٥٣)﴾
الشرح: ﴿وَإِذْ آتَيْنا:﴾ أعطينا. ﴿الْكِتابَ:﴾ التوراة، وانظر الآية رقم [٢]. ﴿وَالْفُرْقانَ:﴾
اختلف فيه. فقيل: الواو صلة، والمعنى: آتينا موسى الكتاب الفرقان، والواو قد تزاد في النّعوت. كقولهم: فلان حسن وطويل، وأنشدوا: [المتقارب]
إلى الملك القرم وابن الهمام... وليث الكتيبة في المزدحم
أراد إلى الملك القرم بن الهمام ليث الكتيبة، ودليل هذا التأويل قوله-﷿-في سورة (الأنعام) رقم [١٥٤]: ﴿ثُمَّ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ تَمامًا عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ﴾ أي:
بيّن الحلال والحرام، والكفر والإيمان، والوعد والوعيد، وغير ذلك. وقيل: الفرقان: الفرق بينهم وبين قوم فرعون، أنجى هؤلاء، وغرّق أولئك، ونظيره قوله تعالى: ﴿يَوْمَ الْفُرْقانِ﴾ في سورة (الأنفال) رقم [٤١] فهو يوم بدر بلا شك، نصر الله محمدا ﷺ وأصحابه، وأهلك أبا جهل وأصحابه، وقال ابن زيد: الفرقان: انفراق البحر له حتى صار فرقا، فعبروا. وقيل: الفرقان:
الفرج من الكرب، لأنهم كانوا مستعبدين مع القبط، ومنه قوله تعالى: ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقانًا﴾ أي: فرجا، ومخرجا الآية رقم [٢٩] من سورة (الأنفال)، وقيل:
الفرقان: هو الكتاب أعيد ذكره باسمين مترادفين تأكيدا، وحكي هذا عن الفرّاء، ومنه قول عديّ بن زيد: [الوافر]
فقدّمت الأديم لراهشيه... وألفى قولها كذبا ومينا
وقال الحطيئة، وهو الشاهد رقم [٤٣] من كتابنا فتح ربّ البريّة: [الطويل]
ألا حبّذا هند وأرض بها هند... وهند أتى من دونها النأي والبعد
فنسق البعد على النأي والمين على الكذب، لاختلاف اللفظين، ومنه قول عنترة في معلّقته رقم [١٠]: [الكامل]
حييت من طلل تقادم عهده... أقوى وأقفر بعد أمّ الهيثم

1 / 158