122

Tafsir al-Qur'an al-Karim wa I'rabuhu wa Bayanuhu - al-Durra

تفسير القرآن الكريم وإعرابه وبيانه - الدرة

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م

ژانرونه

ضمير متصل في محل جر بالإضافة. ﴿الَّتِي:﴾ اسم موصول مبني على السكون في محل نصب صفة ﴿نِعْمَتِيَ﴾. ﴿أَنْعَمْتُ:﴾ فعل وفاعل، والجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها. والعائد محذوف، التقدير: التي أنعمتها. ﴿عَلَيْكُمْ:﴾ متعلقان بما قبلهما. (﴿أَوْفُوا﴾): فعل أمر، مثل:
﴿اُذْكُرُوا﴾ في إعرابه. ﴿بِعَهْدِي:﴾ جار ومجرور متعلقان بما قبلهما، وعلامة الجر كسرة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم... إلخ. ﴿أُوفِ:﴾ فعل مضارع مجزوم لوقوعه في جواب الأمر، وعلامة جزمه حذف حرف العلة من آخره، وهو الياء. والكسرة قبلها دليل عليها، والفاعل مستتر وجوبا تقديره:
أنا، والجملة الفعلية لا محل لها؛ لأنها جواب شرط مقدر عند الجمهور، التقدير: إن توفوا بعهدي أوف بعهدكم. ﴿بِعَهْدِكُمْ:﴾ متعلقان بما قبلهما. والكاف في محل جر بالإضافة.
﴿وَإِيّايَ:﴾ الواو: حرف عطف، (﴿إِيّايَ﴾): ضمير منفصل مبني على الفتح في محل نصب مفعول به مقدم لفعل محذوف، التقدير: وإياي ارهبوا. والجملة الفعلية هذه معطوفة على ما قبلها، لا محل لها مثلها. ﴿فَارْهَبُونِ:﴾ الفاء: قيل: إنها عاطفة على محذوف، التقدير: تنبهوا، فارهبوا. وقيل: هي زائدة. وأفاد البيضاوي: أنّها الفصيحة دالة على شرط مقدر، كأنه قيل: إن كنتم راهبين شيئا؛ فارهبون، وإعراب (ارهبون) مثل إعراب: اذكروا، والنون للوقاية، وياء المتكلم المحذوفة المدلول عليها بالكسرة في محل نصب مفعول به. والجملة الفعلية هذه مؤكدة للجملة المقدرة قبلها. وقال القرطبي: ويجوز في الكلام: «وأنا فارهبون» على الابتداء، والخبر، ويكون ﴿فَارْهَبُونِ﴾ الخبر على تقدير الحذف، المعنى: وأنا ربكم فارهبون. انتهى.
وبقوله قال مكي.
﴿وَآمِنُوا بِما أَنْزَلْتُ مُصَدِّقًا لِما مَعَكُمْ وَلا تَكُونُوا أَوَّلَ كافِرٍ بِهِ وَلا تَشْتَرُوا بِآياتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيّايَ فَاتَّقُونِ (٤١)﴾
الشرح: ﴿وَآمِنُوا:﴾ أمر لبني إسرائيل الممثلين باليهود في كل مكان، وزمان. ﴿بِما أَنْزَلْتُ:﴾ على محمد ﷺ. والمراد: القرآن الكريم. ﴿مُصَدِّقًا لِما مَعَكُمْ﴾ أي: من التوراة، والإنجيل، والقرآن مصدّق؛ أي: موافق التوراة في التوحيد، وفي كثير من الأحكام، ﴿وَلا تَكُونُوا أَوَّلَ كافِرٍ بِهِ:﴾ الضمير في ﴿بِهِ﴾ هو عائد على محمد ﷺ. قاله أبو العالية، وقال ابن جريج: هو عائد على القرآن؛ إذ تضمّنه قوله: ﴿بِما أَنْزَلْتُ،﴾ وقيل: هو عائد على التوراة؛ إذ تضمّنها قوله: ﴿لِما مَعَكُمْ﴾. ﴿وَلا تَكُونُوا..﴾. إلخ. والمراد أول فريق كافر، وقال: ﴿أَوَّلَ﴾ وقد كفر قبلهم كفار قريش الذين أنزل في بلدهم، وسمعوه قبل غيرهم، فإنما معناه: من أهل الكتاب؛ إذ هم منظور إليهم في مثل هذا؛ لأنهم حجّة مظنون بهم علم، وكذلك يراد بالأولوية في حقّهم بالنسبة لمن بعدهم من ذرّيتهم وغيرهم، فيحملون وزرهم، ووزر أتباعهم.

1 / 125