34

Tafsir Al-Quran Al-Karim - Al-Muqaddam

تفسير القرآن الكريم - المقدم

ژانرونه

تفسير قوله تعالى: (ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين)
يقول الله ﵎: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ﴾ [البقرة:٨].
الناس هنا المقصود بهم المنافقون، وكلمة الناس أصلها: أناس، لكن حذفت الهمزة تخفيفًا، وإذا دخلت (أل) على كلمة أناس فإنه يلزم أن تحذف هذه الهمزة، فلا يقال: الأناس، ولكن يقال: الناس، فحذف الهمزة مع لام التعريف كاللازم.
وسموا ناسًا لظهورهم، ولأنهم من المخلوقات التي يؤنس بها؛ بعكس الجن، فإنهم سموا جنًا لاجتنانهم واختفائهم، ومادة (جن) تأتي في كل ما خفي، يقول ﷿: ﴿فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ﴾ [الأنعام:٧٦]، والجنين في بطن أمه مستتر، والمجنون هو من غاب عقله واستتر؛ والجنة غائبة عنا لا ترى الآن.
إذًا الجن سموا بالجن لاجتنانهم، والإنس سموا إنسًا؛ لأنهم يؤنسون ويشاهدون.
وقيل: سموا إنسًا من الأُنس، وهو ضد الوحشة، والقول الأول أولى.
قوله تعالى: «وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ» يعني: يوم القيامة؛ لأنه آخر الأيام.
قوله: «وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ» جمع المؤمنين مراعاة لمعنى كلمة (مَنْ) في قوله: (ومن الناس من يقول) وأفرد الفعل (يقول) مراعاة للفظ (من).

3 / 2