439

تفسير النسفي

تفسير النسفي

ایډیټر

يوسف علي بديوي

خپرندوی

دار الكلم الطيب

شمېره چاپونه

الأولى

د چاپ کال

۱۴۱۹ ه.ق

د خپرونکي ځای

بيروت

ژانرونه

تفسیر
وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا ﴿مّنْهُمْ أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ﴾ طائفة حالها أُمَمٌ في عداوة رسول الله ﵇ وقيل هي الطائفة المؤمنة وهم عبد الله بن سلام وأصحابه وثمانية وأربعون من النصارى ﴿وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ﴾ فيه معنى التعجب كأنه قيل وكثير منهم ما أسوأ عملهم وقيل هم كعب بن الأشرف وأصحابه وغيرهم
يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (٦٧)
﴿يا أيها الرّسول بلّغ ما أنزل إليك من رّبِّكَ﴾ جميع ما أنزل إليك وأي شيء أنزل إليك غير مراقب في تبليغه أحدًا ولا خائف أن ينالك مكروه ﴿وإن لّم تفعل﴾ وإن لم تبلغ جميعه كما أمرتك ﴿فما بَلَّغْتَ رسالته﴾ رسالاته مدني وشامي وأبو بكر أي فلم تبلغ إذًا ما كلفت من أداء الرسالة ولم تؤد منها شيئًا قط وذلك أن بعضها ليس بأولى بالأداء من بعض فإذا لم تود بعضها فكأنك أغفلت أداءها جميعًا كما أن من لم يؤمن ببعضها كان كمن لم يؤمن بكلها لكونها في حكم شيء واحد لدخولها تحت خطاب واحد والشئ الواحد لا يكون مبلغًا غير مبلغ مؤمنًا به غير مؤمن قالت الملحدة لعنهم الله تعالى هذ كلام لا يفيد وهو كقولك لغلامك كل هذا الطعام فإن لم تأكله فإنك ما أكلته قلنا هذا أمر بتبليغ الرسالة في المستقبل أي بلغ ما أنزل إليك من ربك في المستقبل فإن لم تفعل أي إن لم تبلغ الرسالة في المستقبل فكأنك لم تبلغ الرسالة أصلًا أو بلغ ما أنزل إليك من ربك الآن ولا تنتظر به كثرة الشوكة والعهدة فإن لم تبلغ كنت كمن لم يبلغ أصلًا أو بلغ ذلك غير خائف أحدًا فإن لم تبلغ على هذا الوصف فكأنك لم تبلغ الرسالة أصلًا ثم قال مشجعًا له في التبليغ ﴿واللهُ يعصمك من النّاسِ﴾
يحفظك منهم قتلًا فلم يقدر عليه وإن شج في وجهه يوم أحد وكسرت رباعيته أو نزلت بعدما أصابه ما أصابه

1 / 461