387

تفسير النسفي

تفسير النسفي

ایډیټر

يوسف علي بديوي

خپرندوی

دار الكلم الطيب

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

۱۴۱۹ ه.ق

د خپرونکي ځای

بيروت

ژانرونه

تفسیر
إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا (١٤٦)
﴿إِلاَّ الذين تَابُواْ﴾ من النفاق وهو استثناء من الضمير المجرور في ولن تجد لهم نصيرا ﴿وَأَصْلَحُواْ﴾ ما أفسدوا من أسرارهم وأحوالهم في حال النفاق ﴿واعتصموا بالله﴾ ووثقوا به كما يثق المؤمنون الخالص في الدارين ﴿وَسَوْفَ يُؤْتِ الله المؤمنين أَجْرًا عَظِيمًا﴾ فيشاركونهم فيه وحذفت الياء في الخط هنا إتباعًا للفظ
مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا (١٤٧)
ثم استفهم مقررًا أنه لا يعذب المؤمن الشاكر فقال ﴿مَّا يَفْعَلُ الله بِعَذَابِكُمْ إِن شكرتم﴾ لله ﴿وآمنتم﴾ به فما منصوبة بيفعل أي شيء يفعل بعذابكم فالإيمان معرفة المنعم والشكر الاعتراف بالنعمة والكفر بالمنعم والنعمة عناد فلذا استحق الكافر العذاب وقدم الشكر على الإيمان لأن العاقل ينظر إلى ما ليه من النعمة العظيمة في خلقه وتعريضه للمنافع فيشكر شكرًا مبهمًا فإذا انتهى به النظر إلى معرفة المنعم آمن به ثم شكر شكرًا مفصلًا فكان الشكر متقدمًا على الإيمان ﴿وَكَانَ الله شاكرا﴾ يجزيكم على شكركم أو يقبل اليسير من العلم ويعطي الجزيل من الثواب ﴿عَلِيمًا﴾ عالمًا بما تصنعون
لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا (١٤٨)
﴿لاَّ يُحِبُّ الله الجهر بالسوء مِنَ القول﴾ ولا غير الجهرولكن الجهر أفحش ﴿إَلاَّ مَن ظُلِمَ﴾ إلا جهر من ظلم استثنى من الجهر الذي لا يحبه الله جهر المظلوم وهو أن يدعوا على الظالم ويذكره بما فيه من السوء وقيل الجهر بالسوء من القول هو الشتم إلا من ظلم فإنه إن رد عليه مثله فلا حرج عليه وَلَمَنِ انتصر بَعْدَ ظلمه ﴿وَكَانَ الله سَمِيعًا﴾ لشكوى المظلوم ﴿عَلِيمًا﴾ بظلم الظالم

1 / 409