361

تفسير النسفي

تفسير النسفي

ایډیټر

يوسف علي بديوي

خپرندوی

دار الكلم الطيب

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

۱۴۱۹ ه.ق

د خپرونکي ځای

بيروت

ژانرونه

تفسیر
بالمعاهدين أو الذين لا يقاتلونكم ﴿حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ﴾ حال بإضمار قدو الحصر الضيق والانقباض ﴿أن يقاتلوكم﴾ عن أن يقاتلوكم أي عن قتالكم ﴿أَوْ يقاتلوا قَوْمَهُمْ﴾ معكم ﴿وَلَوْ شَاء الله لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ﴾ بتقوية قلوبهم وازاله الحصر عنها ﴿فلقاتلوكم﴾ عطف على نسلطهم ودخول اللام للتأكيد ﴿فَإِنِ اعتزلوكم﴾ فإن لم يتعرضوا لكم ﴿فَلَمْ يقاتلوكم وَأَلْقَوْاْ إِلَيْكُمُ السلم﴾ أي الانقياد والاستسلام ﴿فَمَا جَعَلَ الله لَكُمْ عليهم سبيلا﴾ طريقا إلى القتال
سَتَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُوا قَوْمَهُمْ كُلَّ مَا رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا فِيهَا فَإِنْ لَمْ يَعْتَزِلُوكُمْ وَيُلْقُوا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ وَيَكُفُّوا أَيْدِيَهُمْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأُولَئِكُمْ جَعَلْنَا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا مُبِينًا (٩١)
﴿ستجدون آخرين يُرِيدُونَ أَن يَأْمَنُوكُمْ﴾ بالنفاق ﴿وَيَأْمَنُواْ قَوْمَهُمْ﴾ بالوفاق هم قوم من أسدو غطفان كانوا إذا أتو المدينة أسلموا وعاهدوا ليأمنوا المسلمين فإذا رجعوا إلى قومهم كفروا ونكثوا عهودهم ﴿كُلَّ مَا رُدُّواْ إِلَى الفتنة﴾ كلما دعاهم قومهم إلى قتال المسلمين ﴿أُرْكِسُواْ فِيِهَا﴾ قلبوا فيها أقبح قلب وأشنعه كانوا شرًا فيها من كل عدو ﴿فَإِن لَّمْ يَعْتَزِلُوكُمْ﴾ فإن لم يعتزلوا قتالكم ﴿وَيُلْقُواْ إِلَيْكُمُ السلم﴾ عطف على لم يعتزلوكم أي ولم ينقادوا
النساء (٩١ - ٩٢)
لكم بطلب الصلح ﴿وَيَكُفُّواْ أَيْدِيَهُمْ﴾ عطف عليه أيضًا أي ولم يمسكوا عن قتالكم ﴿فَخُذُوهُمْ واقتلوهم حَيْثُ ثِقِفْتُمُوهُمْ﴾ حيث تمكنتم منهم وظفرتم بهم ﴿وَأُوْلَئِكُمْ جَعَلْنَا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سلطانا مُّبِينًا﴾ حجة واضحة لظهور عداوتهم وانكشاف حالهم في الكفر والغدر وإضرارهم بالمسلمين أو تسلطًا ظاهرًا حيث أذنا لكم فى قتلهم
وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (٩٢)
﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ﴾ وما صح له ولا استقام ولا لاق بحاله ﴿أَن يَقْتُلَ مُؤْمِنًا﴾ ابتداء من غير قصاص أي ليس المؤمن كالكافر الذى تقدم إباحة دمه ﴿إلا خطأ﴾ إلا على وجه الخطأ وهو استثناء منقطع بمعنى

1 / 383