تفسير النسفي
تفسير النسفي
پوهندوی
يوسف علي بديوي
خپرندوی
دار الكلم الطيب
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
۱۴۱۹ ه.ق
د خپرونکي ځای
بيروت
ژانرونه
تفسیر
ويمسكونها ﴿التي جَعَلَ الله لَكُمْ قياما﴾ أي قوامًا لأبدائكم ومعاشا لأهلكم وأولادكم فيما بمعنى قيامًا نافع وشامي كما جاء عوذا بمعنى عياذا وأصل قيام قوام فجعلت الواو ياء لانكسار ما قبلها وكان السلف يقولون المال سلاح المؤمن ولأن أترك ما لا يحاسبني الله عليه خير من أن أحتاج إلى الناس وعن سفيان وكان له بضاعة يقلبها لولاها لتمندل بى بنوا العباس ﴿وارزقوهم فِيهَا﴾ واجعلوها مكانًا لرزقهم بأن تنجروا فيها وتربحوا حتى تكون نفقتهم من الأرباح لامن صلب المال فيأكلها الإنفاق ﴿واكسوهم وَقُولُواْ لَهُمْ قَوْلًا مَّعْرُوفًا﴾ قال ابن جريج عدة جميلة إن صلحتم ورشدتم سلمنا إليكم أموالكم وكل ما سكنت إليه النفس الحسنة عقلًا أو شرعًا من قول أو عمل فهو معروف وما أنكرته لقبحه فهو منكر
وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَنْ يَكْبَرُوا وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا (٦)
﴿وابتلوا اليتامى﴾ واختبروا عقولهم وذوقوا أحوالهم ومعرفتهم بالتصرف قبل البلوغ فالابتلاء عندنا أن يدفع إليه ما يتصرف فيه حتى
النساء (٦ - ٧)
تتبين حاله فيما يجئ منه وفيه دليل على جواز إذن الصبي العاقل في التجارة ﴿حتى إِذَا بَلَغُواْ النّكَاحَ﴾ أى الحلم لأنه يصلح للنكاح عند ولطلب ما هو مقصود به وهو التولد ﴿فَإنْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ﴾ تبينتم ﴿رَشَدًا﴾ هداية في التصرفات وصلاحًا في المعاملات ﴿فادفعوا إِلَيْهِمْ أموالهم﴾ من غير تأخير عن حد البلوغ ونظم هذا الكلام أن ما بعد حتى إلى فادفعوا إِلَيْهِمْ أموالهم جعل غاية للابتلاء وهي حتى التي تقع بعدها الجمل كالتي في قوله حتى ماء دجلة أشكل والجملة الواقعة بعدها جملة شرطية لأن إذا متضمنة معنى الشرط وفعل الشرط
1 / 331