284

تفسير النسفي

تفسير النسفي

پوهندوی

يوسف علي بديوي

خپرندوی

دار الكلم الطيب

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

۱۴۱۹ ه.ق

د خپرونکي ځای

بيروت

ژانرونه

تفسیر
للرفق والتلطف بهم ﴿وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا﴾ جافيًا ﴿غَلِيظَ القلب﴾ قاسيه ﴿لاَنْفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ﴾ لتفرقوا عنك حتى لا يبقى حولك أحد منهم ﴿فاعف عَنْهُمْ﴾ ما كان منهم يوم أحد مما يختص بك ﴿واستغفر لَهُمُ﴾ فيما يختص بحق الله إتمامًا للشفقة عليهم ﴿وَشَاوِرْهُمْ فِى الأمر﴾ أي في أمر الحرب ونحوه مما لم ينزل عليك فيه وحى تطبيبا لنفوسهم وترويحا لقلوبهم ورفعا لأقدارهم أو لتقتدى بك أمتك فيها في الحديث ما تشاور قوم قط إلا هدوا لأرشد أمرهم وعن أبى هريرة رضى الله عنه ما رأيت أحدًا أكثر مشاورة من أصحاب رسول الله ﷺ ومعنى شاورت فلانًا أظهرت ما عندي وما عنده من الرأى وشرت الدابة واستخرجت جريها وشرت العسل أخذته من مآخذ نوفيه دلالة جواز الاجتهاد وبيان أن القياس حجة ﴿فَإِذَا عَزَمْتَ﴾ فإذا قطعت الرأي على شيء بعد الشورى ﴿فَتَوَكَّلْ عَلَى الله﴾ في إمضاء أمرك على الأرشد لا على المشورة ﴿إن الله يحب المتوكلين﴾ رعليه والتوكل الاعتماد على الله والتفويض في الأمور إليه وقال ذو النون خلع الأرباب وقطع الأسباب
إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (١٦٠) ﴿إِن يَنصُرْكُمُ الله﴾ كما نصركم يوم بدر ﴿فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ﴾ فلا أحد يغلبكم وإنما يدرك نصر الله من تبرأ من حوله وقوته واعتصم بربه وقدرته ﴿وَإِن يَخْذُلْكُمْ﴾ كما خذلكم يوم أحد ﴿فَمَن ذَا الذى يَنصُرُكُم من بعده﴾ من مبعد خذلانه وهو ترك المعونة أو هو من قولك ليس لك من يحسن إليك من

1 / 306