تفسير النسفي
تفسير النسفي
پوهندوی
يوسف علي بديوي
خپرندوی
دار الكلم الطيب
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
۱۴۱۹ ه.ق
د خپرونکي ځای
بيروت
ژانرونه
تفسیر
وهم في حال قلة وذلة فقال ﴿وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ الله بِبَدْرٍ﴾ وهو اسم ماء بين مكة والمدينة كان لرجل يسمى بدرًا فسمي به أو ذكر بدر ابعد أحد للجمع بين الصبر والشكر ﴿وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ﴾ لقلة العدد فإنهم كانوا ثلثمائة وبضعة عشر وكان عدوهم زهاء ألف مقاتل والعدد فإنهم خرجوا على التواضح يعتقب النفر منهم على البعير الواحد وما كان معهم إلا فرس واحد ومع عدوهم مائة فرس والشكة والشوكة جاء يجمع القلة وهو أذلة ليدل على أنهم على ذلتهم كانوا قليلًا ﴿فاتّقوا الله﴾ في الثبات مع رسوله ﴿لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ بتقواكم ما أنعم الله به عليكم من النصر
إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلَاثَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُنْزَلِينَ (١٢٤)
﴿إذ تقول للمؤمنين﴾ ظرف لنصركم على أن تقول لهم ذلك يوم بدر أي نصركم الله وقت مقالتكم هذه أو بدل ثانٍ من إذ غدوت على أن
آل عمران (١٢٤ - ١٢٧)
تقول لهم ذلك يوم أحد ﴿أَلَنْ يَكْفِيكُمْ أن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف مِّنَ الملائكة مُنزَلِينَ﴾ منزّلين شامي مُنزلِين أبو حيوة أي للنصرة ومعنى ألن يكفيكم إنكار أن لا يكفيهم الإمداد بثلاثة آلاف من الملائكة وجئ بلن الذي هو لتأكيد النفي للإشعار بأنهم كانوا لقلتهم وضعفهم وكثرة عدوهم وشوكته كالآيسين من النصر
بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ (١٢٥)
﴿بلى﴾ إيجاب لما بعد لن أي يكفيكم الإمداد بهم فأوجب الكفاية ثم قال ﴿إِن تَصْبِرُواْ﴾ على القتال ﴿وَتَتَّقُواْ﴾ خلاف الرسول ﵇ ﴿وَيَأْتُوكُمْ﴾ يعني المشركين ﴿مّن فَوْرِهِمْ هذا﴾ من فارت القدر إذا غلت فاستعير للسرعة ثم سميت بها الحالة التي لا ريث بها ولا تعريج على شيء ن صاحبها فقيل خرج من فوره كما تقول من ساعته لم يلبث ومنه قول الكرخي الأمر المطلق على الفور لا على التراخي والمعنى إن يأتوكم من ساعتهم هذه ﴿يُمْدِدْكُمْ ربكم بخمسة آلاف مِّنَ الملائكة﴾ في حال إتيانهم لا يتأخر نزولهم عن إتيانهم يعني أن الله تعالى يعجل نصرتكم وييسر فتحكم إن
1 / 289