265

تفسير النسفي

تفسير النسفي

پوهندوی

يوسف علي بديوي

خپرندوی

دار الكلم الطيب

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

۱۴۱۹ ه.ق

د خپرونکي ځای

بيروت

ژانرونه

تفسیر
ما في صدور المنافقين من الحنق والبغضاء وما يكون منهم في حال خلو بعضهم ببعض وهو داخل في جملة المقول أي أخبرهم بما يسرونه من عضهم الأنامل غيظًا إذا خلوا وقل لهم إن الله عليم بما هو أخفى مما تسرونه بينكم وهو مضمرات الصدور فلا تظنوا أن شيئًا من أسراركم يخفى عليه أو خارج عن المقول أي قل لهم ذلك يا محمد ولا تتعجب من إطلاعي إياك على ما يسرون فإني أعلم بما هو أخفى من ذلك وهو ما أضمروه في صدورهم
إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (١٢٠) ﴿إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ﴾ رخاء وخصب وغنيمة ونصرة ﴿تَسُؤْهُمْ﴾ تحزنهم إصابتها ﴿وَإِن تُصِبْكُمْ سَيّئَةٌ﴾ أضداد ما ذكرنا والمس مستعار من الإصابة فكأن المعنى واحدا ألا ترى إلى قوله تعالى ﴿إِن تُصِبْكَ حسنة تسؤهم وإن تصبك مصيبة﴾ ﴿يَفْرَحُواْ بِهَا﴾ بإصابتها ﴿وَإِن تَصْبِرُواْ﴾ على عداوتهم ﴿وَتَتَّقُواْ﴾ ما نهيتم عنه من موالاتهم أو وإن تصبروا على تكاليف الدين ومشاقه وتتقوا الله في اجتنابكم محارمه ﴿لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا﴾ مكرهم وكنتم في حفظ الله وهذا تعليم من الله وإرشاد إلى أن يستعان على كيد العدو بالصبر والتقوى وقال الحكماء إذا أردت أن تكبت من يحسدك فازدد فضلًا في نفسك لاَ يَضُرُّكُمْ مكي وبصري ونافع من ضاره يضيره بمعنى ضره وهو واضح والمشكل قراءة غيرهم لأنه جواب الشرط وجواب الشرط مجزوم فكان ينبغي أن يكون بفتح الراء كقراءة المفصل عن عاصم إلا أن ضمة الراء لا تباع ضمة الضاد نحو مد يا هذا ﴿إِنَّ الله بما تعملون﴾ بالتاء سهل أي من الصبر والتقوى وغيرهما ﴿مُحِيطٌ﴾ ففاعل بكم ما أنتم أهله وبالياء غيره أي أنه عالم بما يعملون في عداوتكم فمعاقبهم عليه
وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (١٢١) ﴿وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ﴾ واذكر يا محمد إذ خرجت غدوة من أهلك بالمدينة والمراد غدوه من حجرة عائشة رضى الله عنها إلى أحد آل عمران (١٢١ - ١٢٤) ﴿تبوئ

1 / 287