Tafsir Al-Haddad Mistakenly Printed as Al-Tafsir Al-Kabir by Al-Tabarani
تفسير الحداد المطبوع خطأ باسم التفسير الكبير للطبراني
ایډیټر
هشام بن عبد الكريم البدراني الموصلي
خپرندوی
دار الكتاب الثقافي الأردن
شمېره چاپونه
الأولى
د چاپ کال
٢٠٠٨ م
د خپرونکي ځای
إربد
ژانرونه
ويومان، وفيما زاد على العشرة أحد عشر؛ وليس لأحد أن يعترض على هذا بقوله في ليلة الصّيام: ﴿أَيّامًا مَعْدُوداتٍ﴾ أراد بها الشهر كلّه؛ لأنه ظاهر لفظ الأيّام من الثلاثة إلى العشرة. إلاّ أنه قد يذكر ويراد به الزيادة، وقد فسّر الله تعالى أيام الصوم بالشّهر، فانعقد بذلك التفسير. وأما أيام الحيض فمبهمة؛ فلا بدّ أن تكون محصورة؛ لأن الأحكام تختلف بحال الحيض والطّهر، فكان حمل اللفظ على ظاهره وحقيقته أولى (^١).
(^١) القول بأن لفظ (معدودة) في الآية للقلة، كقوله تعالى: بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَراهِمَ مَعْدُودَةٍ، وفي آية الصوم أَيّامًا مَعْدُوداتٍ مما يفيد الزيادة والكثرة، فإنه لا يسلّم له؛ لوجود المعارضة من أوجه عديدة:
الأول: أن لفظ مَعْدُوداتٍ ورد وهو يفيد القلة أيضا كقوله تعالى: وَاذْكُرُوا اللهَ فِي أَيّامٍ مَعْدُوداتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقى [البقرة ٢٠٣/] وهي أيام التشريق ثلاثة أيام، وكقوله تعالى: لِيَشْهَدُوا مَنافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ فِي أَيّامٍ مَعْلُوماتٍ [الحج ٢٨/]،وفي الأثر عن ابن عباس قال: «الأيام المعلومات: الأيام العشر، والأيام المعدودات: أيام التشريق» وإسناده حسن. فعلى هذا، فإن الفهم فيه نظر، وعليه جواب فلا يسلّم له.
ومن وجه ثان: أن صفة الجمع التاء أو الألف أو التاء متعلقة الاسم إن كان مذكرا أو مؤنثا، وقد يرد على الوجهين، كما في صورة (معدودة) و(معدودات)،وذلك أن الاسم إذا كان مذكرا، فالأصل في جمعه التاء، يقال: كوز وكيزان مكسورة، وثياب مقطوعة. وإن كان مؤنثا كان الأصل في صفة جمعه الألف والتاء، يقال: جرّة أو جرار مكسورات، وخابية وخوابي مكسورات، إلا أنه قد يوجد الجمع بالألف والتاء فيما واحده مذكر في بعض الصور، وعلى هذا ورد قوله فِي أَيّامٍ مَعْدُوداتٍ وقوله تعالى: أَيّامًا مَعْدُودَةً، والأيام المعدودات في قوله: أَيّامٍ مَعْدُوداتٍ هي أيام التشريق كما تقدم، وهي ثلاثة أيام، والأيام المعلومات في قوله: أَيّامٍ مَعْلُوماتٍ هي الأيام العشر، وهو جمع أيضا يتعين معناه بالأيام العشر. ولكن على ما يبدو لنا أنه يفيد معنى آخر: أن اليهود استهانوا بالأيام وهوّنوا أمرها واستخفوا بها؛ فالمسألة ليس متعلقها العدد، وإنما متعلقها شأن هذه الأيام وأثرها عليهم. ولهذا تعدّ أنّها تفيد العدد المفتوح قلة أو كثرة، ولكنها ارتبطت في الذهن بالشأن، فذكر الله عظم هذه الأيام بالألف والتاء؛ ليتسع معهودها الذهني للزيادة في الثواب حين اقترنت بذكر الله. والله أعلم.
أما الاحتجاج بالحديثين، فإنه بمقتضى الدلالة العقلية للنصوص الشرعية، إذ إن الموضوع مختلف في الصور الثلاث: صورة العذاب، وصورة الحج، وصورة الحيض. وأيام الأقراء غير محددة فهي مبهمة، وغير المحدد لا يبنى عليه فهم لأنه غير معروف أو هو مقدّر، وذلك أن-
1 / 197