177

Tafsir Al-Haddad Mistakenly Printed as Al-Tafsir Al-Kabir by Al-Tabarani

تفسير الحداد المطبوع خطأ باسم التفسير الكبير للطبراني

ایډیټر

هشام بن عبد الكريم البدراني الموصلي

خپرندوی

دار الكتاب الثقافي الأردن

شمېره چاپونه

الأولى

د چاپ کال

٢٠٠٨ م

د خپرونکي ځای

إربد

ژانرونه

قوله تعالى: ﴿أَوَلا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَما يُعْلِنُونَ﴾ (٧٧) أي ما يسرّون من تكذيب النبيّ ﷺ فيما بينهم، وما يعلنون مع الصّحابة من التصديق.
وقوله تعالى: ﴿وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ؛﴾ أي ومن اليهود من لا يحسن القراءة ولا الكتابة إلا أن يحدثهم كبارهم بشيء فيظنّونه حقّا؛ فيصدقونهم وهو كذب. قوله تعالى: ﴿لا يَعْلَمُونَ الْكِتابَ إِلاّ أَمانِيَّ﴾. اختلفوا في معنى الأماني، قال الكلبيّ: معناه لا يعلمون إلاّ ما يحدّثهم به علماؤهم. وقال أبو روق: (القراءة من ظهر القلب ولا يقرءون في الكتب) ودليل هذا قوله تعالى: ﴿إِلاّ إِذا تَمَنّى أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ﴾ (^١) أي إلاّ إذا قرأ ألقى الشّيطان في قراءته. قال الشاعر (^٢):
تمنّى كتاب الله أوّل ليلة ... وآخره لاقى حمام المقادر
وقال مجاهد: (الأمانيّ الكذب والأباطيل؛ كقول عثمان ﵁: (ما تمنّيت منذ أسلمت) أي ما كذبت).وأراد بالأمانيّ الأشياء التي كتبها علماؤهم من عند أنفسهم ثم أضافوها إلى الله تعالى من تغيير صفة النبيّ ﷺ. وقال الحسن: (معنى: يتمنّون على الله الكذب والباطل مثل قوله: ﴿لَنْ تَمَسَّنَا النّارُ إِلاّ أَيّامًا مَعْدُودَةً﴾ (^٣) وقوله: ﴿لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاّ مَنْ كانَ هُودًا أَوْ نَصارى﴾ (^٤) وقولهم: ﴿نَحْنُ أَبْناءُ اللهِ وَأَحِبّاؤُهُ﴾ (^٥».
قوله تعالى: ﴿وَإِنْ هُمْ إِلاّ يَظُنُّونَ﴾ (٧٨)؛أي ما هم إلاّ يظنّون ظنّا وتوهّما لا حقيقة ويقينا، قاله قتادة والربيع. وقال مجاهد: معناه: (وإن هم إلاّ يكذبون).
قوله تعالى: ﴿فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هذا مِنْ عِنْدِ اللهِ؛﴾ نزلت هذه الآية في علماء اليهود الذين غيّروا صفة النبيّ ﷺ في التوراة فكتبوها: محمّد سبطا؛ طويلا؛ أزرقا؛ شبط الشّعر. وكانت صفته في التوراة: حسن الوجه؛ جعد الشعر؛ أسمر ربعة. فبدّلوا وقالوا: هذا من عند الله، وإذا سئلوا عن

(^١) الحج ٥٢/.
(^٢) هو كعب بن مالك.
(^٣) البقرة ٨٠/.
(^٤) البقرة ١١١/.
(^٥) المائدة ١٨/.

1 / 194