149

Tafsir Al-Haddad Mistakenly Printed as Al-Tafsir Al-Kabir by Al-Tabarani

تفسير الحداد المطبوع خطأ باسم التفسير الكبير للطبراني

ایډیټر

هشام بن عبد الكريم البدراني الموصلي

خپرندوی

دار الكتاب الثقافي الأردن

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

٢٠٠٨ م

د خپرونکي ځای

إربد

ژانرونه

قوله تعالى: ﴿ثُمَّ عَفَوْنا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ؛﴾ أي تركناكم فلم نستأصلكم؛ من قوله ﵇: [اعفوا اللّحى] (^١).وقيل: محونا ذنوبكم من قول العرب: عفت الرياح المنزل فعفا. وقوله ﷿: ﴿(مِنْ بَعْدِ ذلِكَ)﴾ أي من بعد عبادتكم العجل. وقوله تعالى: ﴿لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ (٥٢)؛أي لكي تشكروا عفوي عنكم وصنيعي إليكم.
واختلف العلماء في ماهية الشّكر؛ فقال ابن عباس: (هو الطّاعة بجميع الجوارح لرب الخلائق في السّرّ والعلانية).وقال الحسن: (شكر النّعمة ذكرها).
وقال الفضيل: (شكر كلّ نعمة أن لا يعصى الله تعالى بعدها).وقال أبو بكر الرازي:
(حقيقة الشّكر معرفة المنعم؛ وأن لا تعرف لنفسك في النّعمة حظّا؛ بل تراها من الله ﷿.قال الله: ﴿وَما بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللهِ﴾ (^٢).ويدل عليه قوله ﷺ: [قال موسى: يا رب كيف آدم أن يؤدّي شكر ما أجريت عليه من النّعم؟ خلقته بيدك؛ وأسجدت له ملائكتك؛ وأسكنته جنّتك. فأوحى الله إليه: أنّ آدم علم أنّ ذلك كلّه منّي ومن عندي؛ فذلك شكره].
وقال الجنيد: حقيقة الشكر العجز عن الشكر (^٣).وقال بعضهم: الشكر أن لا ترى النعمة البتة؛ بل ترى المنعم. وقال أبو عثمان الحيّري (^٤):صدق الشكر أن لا تمدح بلسانك غير المنعم. وروي عن الشّبل (^٥) أنه قال: الشكر التواضع تحتويه المنّة.
وقيل: الشكر خمسة أشياء: مجانبة السيئات؛ والمحافظة على الحسنات؛ ومخالفة الشهوات؛ وبذل الطاعات؛ ومراقبة رب السموات.

(^١) عن عبد الله بن عمر ﵄. رواه النسائي في السنن كتاب الزينة: باب إحفاء الشارب: ج ٨ ص ١٣٩،وإسناده صحيح.
(^٢) النحل ٥٣/.
(^٣) نقله القرطبي عنه أيضا في الجامع لأحكام القرآن: ج ١ ص ٣٩٨.
(^٤) أبو عثمان، سعيد بن إسماعيل بن سعيد الحيري، قال أبو نعيم: «كان حميد الأخلاق مديد الأرفاق، توفي سنة ثمان وتسعين ومائتين».حلية الأولياء وطبقات الأصفياء: ج ١٠ ص ٢٤٤.
(^٥) شبل المدريّ، أو المروزي، ذكره أبو نعيم في الحلية: ج ١٠ ص ١٦١،ونقل القرطبي عن الشبل: «الشكر التواضع، والمحافظة على الحسنات، ومخالفة الشهوات، وبذل الطاعات، ومراقبة جبار الأرض والسموات». الجامع لأحكام القرآن: ج ١ ص ٣٩٨.

1 / 166