197

فرأيت أن أفضل خدمة للكتاب هو أن أعمد الى هذا الأمر المهم، بتخريج الأحاديث من سائر المصادر، وهذا العمل- وان كان خارجا عن مهمة المحقق للكتاب وليس هو بحاجة الى أكثر من تتبع المصادر المختلفة، واثبات موارد نقل الرواية- إلا أن الهدف الأسمى هو إضفاء الإعتبار على مضامينه ومحتواه وتأييد متونه وتقوية أسانيده، ليتمكن القارئ من الاعتماد عليه والاستفادة منه.

وقد اتبعت في تنظيم التخريجات أسلوبا جديدا، يضفي على العمل شيئا من الدقة والروعة، وهو أني لم أجمع المصادر وأكدسها، وإنما أفرزتها ورتبتها بشكل فني يساعد المراجع على تحصيل ما يريد بيسر وسهولة، بالإضافة الى إمكان التمييز بين الشواهد، والمتابعات، في كل واحد من طبقات رواة الحديث.

فأولا: جمعت- في صدر التخريج- المصادر الناقلة عن الحبري المؤلف، سواء عن نسخ كتابه أو بالرواية الشفهية، وقد رأينا أخيرا إثبات هذا القسم في ذيل كل حديث في متن الكتاب.

وثانيا: أثبت المصادر التي روت الحديث عن المعصوم (عليه السلام)، ثم عن الصحابي، ثم عن التابعي، وهكذا الى شيخ المؤلف.

وأوردت في كل طبقة جميع ما وقفت عليه من المصادر مطبوعة ومخطوطة.

والملاحظ أن المصادر قد منيت بتصحيف وتحريف غريبين، ووقع في المطبوعات كثير من الأخطاء والأغلاط الشنيعة المشوهة، وقد تنبهت الى كثير منها فسجلتها وأغفلت بعضا، لأن العمل الذي التزمته أصبح واسعا جدا

مخ ۲۱۲