تفسير القرآن

سهل تستري d. 283 AH
188

تفسير القرآن

تفسير القرآن

پوهندوی

محمد باسل عيون السود

خپرندوی

منشورات محمد علي بيضون / دارالكتب العلمية

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٢٣ هـ

د خپرونکي ځای

بيروت

ژانرونه

تفسیر
السورة التي يذكر فيها البروج [سورة البروج (٨٥): آية ٣] وَشاهِدٍ وَمَشْهُودٍ (٣) قوله تعالى: وَشاهِدٍ وَمَشْهُودٍ [٣] قال: قيل الشاهد الملك، كما قال: سائِقٌ وَشَهِيدٌ [ق: ٢١]، والمشهود يوم القيامة، وذلك يوم القيامة، فقال ابن عباس ﵄: الشاهد محمد ﷺ، والمشهود القرآن. وقيل: المشهود الإنسان. وقال سهل: الشاهد نفس الروح، والمشهود نفس الطبع، لأن نفس الطبع مع فهم العقل وفطنة القلب على كل واحد منهما شاهد، والله على الكل شهيد. [سورة البروج (٨٥): آية ١٤] وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ (١٤) قوله ﷿: وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ [١٤] يعني الغفور للمذنبين، الودود للمغفرة، المتودد المتحبب إلى عباده، بما أولاهم من سابغ نعمه، وجميل آلائه وإحسانه. [سورة البروج (٨٥): آية ٢٢] فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ (٢٢) قوله تعالى: فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ [٢٢] قال: المحفوظ صدر المؤمن، محفوظ عليه أن يناله غير أهله، لأن أهل القرآن هم أهل الله وخاصته، والله ﷾ أعلم. السورة التي يذكر فيها الطارق [سورة الطارق (٨٦): آية ١] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَالسَّماءِ وَالطَّارِقِ (١) قوله تعالى: وَالسَّماءِ وَالطَّارِقِ [١] قال: السماء في اللغة السمو والعلو، فباطنها روح محمد ﷺ قائم عند رب العزة والطارق. [سورة الطارق (٨٦): الآيات ٣ الى ٤] النَّجْمُ الثَّاقِبُ (٣) إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ (٤) النَّجْمُ الثَّاقِبُ [٣] وهو قلبه، يعني مشرق بتوحيد الله وتنزيهه ومداومة الأذكار ومشاهدة الجبار. وقال مرة أخرى: الثاقب قلب المؤمن، يعني مشرق مطهر عن كل شك وريب جرت عليه من وساوس العدو ونفس الطبع. قوله تعالى: إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ [٤] أي على نفس الطبع حافظ من عصمة الله. [سورة الطارق (٨٦): الآيات ٩ الى ١٢] يَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ (٩) فَما لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلا ناصِرٍ (١٠) وَالسَّماءِ ذاتِ الرَّجْعِ (١١) وَالْأَرْضِ ذاتِ الصَّدْعِ (١٢) قوله تعالى: يَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ (٩) فَما لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلا ناصِرٍ [٩- ١٠] قال: أي يكشف عن النيات التي بها تعبدهم الله فيما فرض عليهم ونهاهم عنه، فإن أعمال العباد يوم القيامة موقوفة على مقاصدهم. ولقد كان الربيع يقول: السرائر التي تخفى على الناس، وهي لله بواد، التمسوا دواءهن. ثم يقول: وما دواؤهن؟ هو أن يتوب ثم لا يعود «١» . ثم قال سهل: آلة الفقير ثلاثة أشياء: أداء فرضه وصيانة فقره وحفظ سره. قوله تعالى: وَالسَّماءِ ذاتِ الرَّجْعِ [١١] قال: ظاهرها ذات الرجع بالمطر بعد المطر. وَالْأَرْضِ ذاتِ الصَّدْعِ [١٢] بالنبات، وباطنها القلب يرجع بالندم بعد الذنب، وَالْأَرْضِ ذاتِ الصَّدْعِ [١٢] الأرض تنصدع من الموافقات بالأفعال والأقوال. [سورة الطارق (٨٦): آية ١٦] وَأَكِيدُ كَيْدًا (١٦) قوله تعالى: وَأَكِيدُ كَيْدًا [١٦] قال: كيده بهم في الدنيا الاستدراج والاغترار، وبالآخرة الحسرة عند نظرهم إلى إكرام الموحدين وإعزازهم، والله ﷾ أعلم.

(١) شعب الإيمان ٥/ ٤٥٩ (رقم ٧٢٨٢) وسير أعلام النبلاء ٤/ ٢٥٩.

1 / 191