234

تفسير

تفسير الهواري

ژانرونه

41

قوله : { فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد } أي يوم القيامة يشهد على قومه أنه قد بلغهم . قال بعضهم : شاهدها نبيها من كل أمة . { وجئنا بك } يا محمد { على هؤلاء شهيدا } . قال : { يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض } . قال بعضهم : ودوا لو أن الارض تخرقت بهم فساخوا فيها .

وقال بعضهم : إن الله إذا حشر الخلائق يوم القيامة قص لبعضهم من بعض حتى يقتص للشاة الجماء من الشاة القرناء ، ثم قال : كوني ترابا ، يطأ عليها أهل الجمع ، هذا ما سوى الثقلين . فعند ذلك { ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا } [ النبأ : 40 ] . وهو قوله : { يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض } .

قوله : { ولا يكتمون الله حديثا } ذكر أبو حازم عن ابن عباس في قوله : { والله ربنا ما كنا مشركين } [ الأنعام : 23 ] فبألسنتهم ، وأما قوله : { ولا يكتمون الله حديثا } فبجوارحهم .

ذكروا عن أبي موسى الأشعري قال : { قالوا والله ربنا ما كنا مشركين } فختم الله على أفواههم فقال للجوارح انطقي ، فإن أول ما يتكلم من أحدهم لفخذه ، قال الحسن : نسيت اليمنى قال أم اليسرى . وهذا في سورة يس : { اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون } [ يس : 65 ] . وقال الحسن : في موطن لا يتكلمون ولا تسمع إلا همسا ، أي وطء الأقدام ، وفي موطن آخر يتكلمون فيكذبون ، وقالوا : { ما كنا نعمل من سوء } [ النحل : 28 ] ، و { قالوا : والله ربنا ما كنا مشركين } [ الأنعام : 23 ] . وفي موطن يعترفون على أنفسهم بالكفر ، ويسألون الله أن يردهم إلى الدنيا فيؤمنوا . وآخر تلك المواطن أن يختم على أفواههم ، وتتكلم أيديهم وأرجلهم .

مخ ۲۳۴