23
قوله : { وإن كنتم في ريب } أي في شك { مما نزلنا على عبدنا } على نبينا محمد { فأتوا بسورة من مثله } أي : من مثل هذا القرآن { وادعوا شهدآءكم من دون الله } فيشهدوا أنه مثله { إن كنتم صادقين } بأن هذا القرآن ليس من كلام الوحي ، وذلك أن اليهود قالت : إن هذا ليس من كلام الوحي .
قال : { فإن لم تفعلوا } أي : فإن لم تستطيعوا { ولن تفعلوا } أي ولن تقدروا على ذلك ولا تفعلونه ، أي ولا تستطيعونه . وهذا الحرف يثبت أن الاستطاعة مع الفعل ، كقول الحواريين : { يا عيسى ابن مريم هل يستطيع ربك } [ المائدة : 112 ] أي : هل يفعل ربك . ثم قال : { فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين } ؛ من كافر مشرك ، أو كافر منافق . وهو كفر فوق كفر ، وكفر دون كفر . والحجارة من كبريت يفور دخانه ونتنه ، فلا يزالون في نتن وغم .
قوله : { وبشر الذين ءامنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار } . ذكروا عن أنس بن مالك خادم رسول الله قال : أنهار الجنة تجري في غير أخدود : الماء واللبن والعسل والخمر . وهو أبيض كله؛ فطينة النهر مسك أذفر ، وضراضه الدر والياقوت ، وحافاته قباب اللؤلؤ .
قوله : { كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل } أي في الدنيا ، يعرفونه بأسمائه . وقال بعضهم : كلما أتوا منه بشيء فأكلوه ، ثم أتوا بعد بغيره : قالوا : هذا الذي رزقنا من قبل ، أي : يشبهونه به في طعمه ولونه ورائحته .
قوله : { وأتوا به متشابها } ، قالوا : خيارا كله ، لا رذل فيه . وقال الكلبي : متشابها في المنظر مختلفا في المطعم .
قوله : { ولهم فيها أزواج مطهرة } ذكر الحسن عن رسول الله A أنه قال في نساء أهل الجنة : « يدخلنها عربا أترابا لا يحضن ولا يلدن ولا يمتخطن ولا يقضين حاجة فيها قذر » وقال بعضهم : مطهرة من الإثم والأذى ، قال : ومن مساوىء الأخلاق . { وهم فيها خالدون } لا يموتون ولا يخرجون منها .
مخ ۱۴