220
قوله : { ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير } . قال بعض المفسرين : لما نزلت هذه الآية : { ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن } [ الأنعام : 152 ] ، و [ الإسراء : 34 ] [ اشتدت عليهم ] فكانوا لا يخالطونهم في المال ولا في المأكل ، ثم أنزل الله هذه الآية فنسختها . قال : { وإن تخالطوهم فإخوانكم والله يعلم المفسد من المصلح } [ فرخص لهم ] . قال الحسن : { إصلاح لهم خير } أي توفير لأموالهم خير ، والله يعلم المفسد الذي يأكل يتيمه ولا يكافيه من المصلح . قال : { ولو شاء الله لأعنتكم } أي لترككم في المنزلة الأولى لا تخالطونهم ، فكان ذلك عليكم عنتا شديدا والعنت الضيق .
وقال بعض المفسرين : { ولو شاء الله لأعنتكم } أي : لجهدكم ، فلم تقوموا بحق ، ولم تودوا فريضة .
وقال مجاهد : { وإن تخالطوهم فإخوانكم } في الدين . ويعني بالمخالطة مخالطة اليتيم في الراعي والإدام . قال : { ولو شاء الله لأعنتكم } فحرم عليكم الراعي والإدام . قال : { إن الله عزيز حكيم } .
قوله : { ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن ولأمة مؤمنة } يتزوجها المسلم إذا لم يجد طولا { خير من مشركة ولو أعجبتكم } . ثم نسخ منها المشركات من أهل الكتاب الحرائر في سورة المائدة ، وأحل نساء أهل الكتاب فقال : { والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم } [ المائدة : 5 ] والمحصنات في هذه الآية : الحرائر؛ فلا يحل تزويج الإماء من أهل الكتاب ، وتوطأ بملك اليمين ، لأن الله يقول : { ومن لم يستطع منكم طولا أن ينكح المحصنات المؤمنات فمن ما ملكت أيمانكم من فتياتكم المؤمنات } [ النساء : 25 ] . ولا توطأ الأمة من المشركات من غير أهل الكتاب حتى تسلم ، ولا تنكح حرة منهن حتى تسلم . قال الحسن : إذا قالت لا إله إلا الله وطئها .
قوله : { ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا } فحرم الله أن يتزوج المسلمة أحد من المشركين . وهو قوله : { لا هن حل لهم ولا هم يحلون لهن } [ الممتحنة : 10 ] .
قوله : { ولعبد مؤمن } تتزوجه المسلمة { خير من مشرك ولو أعجبكم } قال بعض المفسرين : ولو قال : أنا ابن فلان بن فلان { أولئك } يعني المشركين ، { يدعون إلى النار والله يدعوا إلى الجنة والمغفرة بإذنه } أي بأمره . { ويبين ءاياته } أي الحلال والحرام { للناس لعلهم يتذكرون } أي لكي يتذكروا .
قوله : { ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن } قال الحسن : إن الشيطان أدخل على أهل الجاهلية في حيض النساء ما أدخل على المجوس؛ فكانوا لا يجالسونهن في بيت ، ولا يأكلون معهن ولا يشربون .
وقال بعضهم : كان أهل الجاهلية لا تساكنهم حائض ولا تؤاكلهم في إناء . قال الحسن : فلما جاء الإسلام سأل المسلمون رسول الله A عن ذلك ، فأنزل الله : { قل هو أذى } ؛ أي : قذر { فاعتزلوا النساء في المحيض } أي : في الدم { ولا تقربوهن حتى يطهرن } .
مخ ۱۰۳