156

تفسیر الامام عسکري

تفسير الإمام العسكري (ع)

پوهندوی

مدرسة الإمام المهدي (ع)

د ایډیشن شمېره

الأولى محققة

د چاپ کال

ربيع الأول 1409

لحاجته حتى أنظر هل الذي يخرج منه كما يخرج منا أم لا؟

فقال آخر (1): لكنك إن ذهبت تنظر منعه حياؤه من أن يقعد، فإنه أشد حياء من الجارية، العذراء الممتنعة المحرمة.

قال: فعرف الله عز وجل ذلك نبيه محمد صلى الله عليه وآله، فقال لزيد بن ثابت: اذهب إلى تينك الشجرتين المتباعدتين - يؤمي إلى شجرتين بعيدتين قد أو غلتا في المفازة، وبعدتا عن الطريق قدر ميل - فقف بينهما وناد: أن رسول الله صلى الله عليه وآله يأمركما أن تلتصقا وتنضما، ليقضي رسول الله صلى الله عليه وآله خلفكما حاجته.

ففعل ذلك زيد، فقال (1): فوالذي بعث محمدا صلى الله عليه وآله بالحق نبيا إن الشجرتين انقلعتا بأصولهما من مواضعهما، وسعت كل واحدة منهما إلى الأخرى، سعي المتحابين كل واحد منهما إلى الآخر، [و] التقيا بعد طول غيبة (3) وشدة اشتياق، ثم تلاصقتا وانضمتا انضمام متحابين في فراش في صميم الشتاء (4).

فقعد رسول الله صلى الله عليه وآله خلفهما، فقال أولئك المنافقون: قد استتر عنا.

فقال بعضهم لبعض: فدوروا خلفه لننظر إليه.

فذهبوا يدورون خلفه، فدارت الشجرتان كلما داروا، فمنعتاهم من النظر إلى عورته.

فقالوا: تعالوا نتحلق حوله لتراه طائفة منا. فلما ذهبوا يتحلقون تحلقت الشجرتان، فأحاطتا به كالأنبوبة حتى فرغ وتوضأ، وخرج من هناك وعاد إلى العسكر وقال لزيد بن ثابت: عد إلى الشجرتين وقل لهما: إن رسول الله صلى الله عليه وآله يأمركما

مخ ۱۶۴