140

تفسير يحيى بن سلام

تفسير يحيى بن سلام

پوهندوی

الدكتورة هند شلبي

خپرندوی

دار الكتب العلمية

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م

د خپرونکي ځای

بيروت - لبنان

وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: مَقْلُوبَةٌ عَلَى رُءُوسِهَا. ﴾ وَيَقُولُ ﴿[الكهف: ٤٢] فِي الآخِرَةِ. ﴾ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي ﴿[الكهف: ٤٢] فِي الدُّنْيَا. أَحَدًا. قَالَ اللَّهُ:﴾ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ ﴿[الكهف: ٤٣] تَفْسِيرُ ابْنِ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِيهِ: عَشِيرَةٌ. ﴾ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ ﴿[الكهف: ٤٣] يَمْنَعُوهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ. ﴾ وَمَا كَانَ مُنْتَصِرًا ﴿[الكهف: ٤٣] مُمْتَنِعًا فِي تَفْسِيرِ قَتَادَةَ وَالسُّدِّيِّ. قَوْلُهُ:﴾ هُنَالِكَ الْوَلايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ ﴿[الكهف: ٤٤] فِي الآخِرَةِ. هُنَالِكَ يَتَوَلَّى اللَّهُ كُلَّ عَبْدٍ، لا يَبْقَى أَحَدٌ يَوْمَئِذٍ إِلا تَوَلَّى اللَّهُ، فَلا يُقْبَلُ ذَلِكَ مِنَ الْمُشْرِكِ. وَقَالَ السُّدِّيُّ: يَعْنِي وِلايَةَ الدِّينِ. هِيَ مَفْتُوحَةٌ عِنْدَهُ. وَهِيَ تُقْرَأُ عَلَى وَجْهَيْنِ: أَحَدُهُمَا بِرَفْعِ الْحَقِّ، وَالآخَرُ بِجَرِّهِ. فَمَنْ قَرَأَهَا بِالرَّفْعِ يَقُولُ: هُنَاكَ الْوِلايَةُ الْحَقُّ لِلَّهِ، فِيهَا تَقْدِيمٌ، وَمَنْ قَرَأَهَا بِالْجَرِّ يَقُولُ: لِلَّهِ الْحَقِّ. وَالْحَقُّ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ. ﴾ هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا ﴿[الكهف: ٤٤] خَيْرُ مَنْ أَثَابَ وَخَيْرٌ ثَوَابًا لِلْمُؤْمِنِينَ مِنَ الأَوْثَانِ لِمَنْ عَبَدَهَا. ﴾ وَخَيْرٌ عُقْبًا ﴿[الكهف: ٤٤] وَخَيْرُ مَنْ أَثَابَ. قَوْلُهُ:﴾ وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ ﴿[الكهف: ٤٥] وَقَدْ فَسَّرْنَاهُ فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ. قَالَ:﴾ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ ﴿[الكهف: ٤٥] هَشَّمَتْهُ الرِّيَاحُ فَأَذْهَبَتْهُ. فَأَخْبَرَ أَنَّ الدُّنْيَا ذَاهِبَةٌ زَائِلَةٌ كَمَا ذَهَبَ ذَلِكَ النَّبَاتُ بَعْدَ بَهْجَتِهِ وَحُسْنِهِ. ﴾ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا ﴿[الكهف: ٤٥] قديرًا.

1 / 188