250

تفسیر صدر المتألهین

تفسير صدر المتألهين

ژانرونه

ذنب، فما الذنب إلا ذنب جانيها

ومنها ما رواه جماعة من العلماء، أن الحجاج بن يوسف كتب الى الحسن البصري والى عمرو بن عبيد والى واصل بن عطاء والى عامر الشعبي: أن يذكروا ما عندهم وما وصل اليهم في القضاء والقدر. فكتب اليه الحسن البصري: إن من أحسن ما انتهى الينا ما سمعت عن امير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) أنه قال: أتظن أن الذي نهاك دهاك؟ إنما دهاك أسفلك وأعلاك، والله بري من ذاك.

وكتب إليه عمرو بن عبيد: أحسن ما سمعت في القضاء والقدر، قول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام): لو كان الوزر في الأصل محتوما، كان الوزر في القصاص مظلوما.

وكتب إليه واصل بن عطاء: أحسن ما سمعت في القضاء والقدر قول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام): أيدلك على الطريق ويأخذ عليك المضيق؟

وكتب إليه الشعبي: أحسن ما سمعت في القضاء والقدر قول أمير المؤمنين علي يبن أبي طالب (عليه السلام): كلما استغفرت الله منه فهو منك، وكلما حمدت الله تعالى عليه فهو منه، فلما وصلت كتبهم الى الحجاج ووقف عليها قال: لقد أخذوها عن عين صافية. هذا مع ما كان عنده من الفضاضة والأمور الواهية.

ومما روي أيضا أن رجلا سأل جعفر بن محمد الصادق (عليهما السلام) عن القضاء والقدر؟ فقال: ما استطعت أن تلوم العبد عليه فهو فعله، وما لم تستطع أن تلوم العبد عليه، فهو فعل الله يقول الله للعبد: لم عصيت لم فسقت لم شربت الخمر لم زنيت؟ فهذا فعل العبد، ولا يقول: لم مرضت؟ لم قصرت؟ لم ابيضضت؟ لم اسوددت؟ لأنه من فعل الله في العبد.

ومن الحكايات أيضا: أن الفضل بن سهل سأل علي بن موسى الرضا (عليهما السلام) بين يدي المأمون؛ فقال: يا أبا الحسن، الخلق مجبورون؟ فقال: الله تعالى أعدل من أن يجبر خلقه ثم يعذبهم، قال فمطلقون؟ قال: الله تعالى أحكم من يهمل عبده ويكله الى نفسه.

ومنها: أن رجلا وقف على جماعة من المجبرة فقال لهم: أنا ما أعرف المجادلة والإطالة في الكلام؛ لكني أسمع في القرآن قوله تعالى:

كلمآ أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله

[المائدة:64]. ومفهوم هذا الكلام عند كل عاقل، أن الموقد للنار غير المطفئ. فانقطعوا ولم يردوا جوابا.

ناپیژندل شوی مخ