تفسیر صدر المتألهین
تفسير صدر المتألهين
ژانرونه
[المزمل:5] في سورة المزمل وهي إنما نزلت في ابتداء المبعث.
وخامسها: إنه تعالى خاطب بني إسرائيل؛ لأن سورة البقرة مدنية، وأكثرها احتجاج على اليهود، وقد كانت بنو اسرائيل أخبرهم موسى وعيسى (عليهما السلام) أن الله يرسل محمدا (صلى الله عليه وآله) وينزل عليه كتابا، فقال تعالى: { ذلك الكتاب } ، أي الذي أخبر به الأنبياء المتقدمون أن الله سينزله على النبي المبعوث من ولد إسماعيل.
وسادسها: ما قاله الأصم: إن الله تعالى أنزل الكتاب بعضه بعد بعض، فنزل قبل سورة البقرة سور كثيرة، وهي كل ما نزل بمكة مما فيه الدلالة على التوحيد وعلم المعاد، وعلم النفس، وإثبات النبوة، وأحوال الملائكة والجن، وعلم السماء والعالم وغير ذلك. فقوله " ذلك " إشارة الى تلك السور والآيات التي نزلت قبل هذه السورة، وقد يسمى بعض القرآن قرآنا كما في قوله تعالى:
وإذا قرىء القرآن فاستمعوا له وأنصتوا
[الأعراف:204] وقال تعالى: حاكيا عن الجن:
إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى
[الأحقاف: 30] وهم ما سمعوا إلا البعض.
واعلم أن أصل ذلك وهذا " ذا " وهي كلمة إشارة زيدت الكاف عليها للخطاب، واللام للتوكيد، والهاء للتنبيه، فأصلهما واحد، فإذا قرب الشيء أشير إليه فقيل: " هذا " اى تنبه أيها المخاطب، فيشبه أن يكون دلالة ذلك على البعيد عرفا طاريا على أصل الوضع للقرينة التي ذكرناها.
و " الكتاب " أصله: الكتب. وهو الجمع، ومنه " الكتيبة " للجند لانضمام بعضهم الى بعض، وهو مصدر بمعنى المكتوب، كالحساب، وقيل: سمي به المفعول مبالغة ثم عبر عن المنظوم لفظا قبل أن يكتب، لأنه مما يكتب، كما يقال للمكتوب: كلام، باعتبار انه ما كان قبل الكتابة.
وقد مر في المفاتيح إنهما واحد بالذات مختلفان بالإضافة وهو اسم للقرآن وله أسماء كثيرة: الكتاب، والقرآن، والفرقان والذكر:
ناپیژندل شوی مخ