127

تفسیر صدر المتألهین

تفسير صدر المتألهين

ژانرونه

[رد على القائلين بعدم امكان فهم تفسير الحروف المقطعة]

واعلم أن هذا القول ليس بسديد، لأنه لا يجوز أن يرد في كتاب الله ما لا يكون مفهوما للخلق، إذ هو مما أنزله لهداية الخلق وإرشادهم وتكميلهم وإخراج عقولهم عن القوة إلى الفعل، وسياقة نفوسهم عن ظلمات الحيرة والجهل والعمى إلى نور المعرفة والعلم والبصيرة، لتتنور ذواتهم بأنوار معارف القرآن، ويستعدوا للقاء الله في دار المثوبة والرضوان، ويتخلصوا عن آفات الجهالة الموجبة لكثير من الأمراض القلبية والآلام النفسانية المؤدية الى الهلاك، المستلزمة لعذاب البعد والاحتجاب، كما للمطرودين عن باب الرحمة الإلهية، المحترقين بنيران الجهالات المتراكمة، المتألمين بآلام الاعتقادات الردية الفاسدة، فلا بد أن يوجد في عباد الله من كان عنده علم الكتاب، وإلا لكان إنزاله عبثا.

نعم، درجات الناس بحسب العقول متفاوتة كما مر فيما ذكر من الخبر. فلا جرم حظوظهم من آيات كتاب الله مختلفة، كتفاوت أغذية الناس والأنعام مما ينبت في الأرض من سائر الطعام.

فلطائفة منها القشور، كالتبن والنخالة، ولطائفه اللبوب والأدهان كالحب من الحنطة والدهن من الزيتون:

متاعا لكم ولأنعامكم

[النازعات:33].

والحجة لنا في هذا المقصد من الآيات والأخبار كثيرة: أما الآيات:

فمنها قوله:

أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالهآ

[محمد:24]. أمرهم بالتدبر في معاني القرآن، ولو كانت غير مفهومة لما أمرهم بالتدبر فيها.

ناپیژندل شوی مخ