115

تفسیر صدر المتألهین

تفسير صدر المتألهين

ژانرونه

فهذه الأعمال كالشخص، والفاتحة لها كالروح، وإنما يحصل الكمال والحياة عند اتصال الروح بالجسد. فقوله: { بسم الله الرحمن الرحيم } ، بإزاء القيام، ألا ترى أن الباء في بسم الله، لما اتصل باسم الله حصل قائما مرتفعا.

وأيضا، التسمية لبداية الأمور، كل امر ذي بال يبدأ فيه باسم الله فهو أبتر والقيام أيضا أول الأعمال.

وقوله: { الحمد لله رب العالمين } ، بإزاء الركوع، لأن الحمد في مقام التوحيد نظرا إلى الحق وإلى الخلق، والمنعم والنعمة. لأنه الثناء على الله بسبب الإنعام الصادر منه إلى العبد، فهو حالة متوسطة بين الإعراض والإستغراق، كما ان الركوع حالة متوسطة ين القيام والسجود، وأيضا ذكر النعمة الكثيرة مما يثقل الظهر فينحني.

وقوله: الرحمن الرحيم، مناسب للانتصاب، لأن العبد لما تضرع الى الله بالركوع، فاللائق برحمته أن يرده الى الانتصاب، ولهذا قال (صلى الله عليه وآله): إذا قال العبد: " سمع الله لمن حمده " نظر إليه بالرحمة.

وقوله: مالك يوم الدين مناسب للسجدة الأولى، لدلالته على كمال القهر والجلال والكبرياء، وذلك يوجب الخوف الشديد المستتبع لغاية الخضوع.

وقوله: { اياك نعبد واياك نستعين } ، مناسب للقعدة بين السجدتين، لأن إياك نعبد إخبار عن السجدة التي تقدمت، وإياك نستعين، إستعانة بالله في أن يوفقه للسجدة الثانية.

وقوله: { اهدنا الصراط المستقيم } ، سؤال لأهم الأشياء، فتليق به السجدة الثانية لتدل على نهاية الخضوع.

وقوله: { صراط الذين انعمت عليهم } إلى آخره، مناسب للقعود، لأن العبد لما أتى بغاية التواضع، قابله الله بالإكرام والقعود بين يديه، وحينئذ يقرأ ما قرأه محمد (صلى الله عليه وآله) في معراجه، فالصلاة معراج المؤمن.

وجه رابع

إن المداخل التي يأتي الشيطان من قبلها ثلاثة: الشهوة والغضب والهوى والشهوة بهيمة والغضب سبع والهوى شيطان، فالشهوة آفة عظيمة، لكن الغضب أعظم منها. والغضب آفة عظيمة، لكن الهوى أعظم منه، قال سبحانه:

ناپیژندل شوی مخ