{ فان كان من قوم عدو لكم } من قوم كفار أهل حرب وذلك نحو رجل أسلم في قومه الكفار وهو بين أظهرهم ولم يفارقهم فعلى قاتله الكفارة إذا قتله خطأ وليس على قاتله لأهله شيء لأنهم كفار محاربون { وان كان من قوم } كفرة لهم ذمة كالمشركين الذين عاهدوا المسلمين واهل الذمة من الكتابيين فحكمه حكم مسلم من المسلمين { فمن لم يجد } رقبة فعليه { صيام شهرين متتابعين توبة من الله } قبولا من الله ورحمة منه إذا قبل توبته { ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم } الآية نزلت في قيس وجد اخاه قتيلا في بني النجار وكان مسلما فأمره رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الى بني النجار فدفعوا ديته فلما انصرف ومعه الفهري فقتله ورجع إلى مكة وخبره يطول. قال جار الله: وفي هذه الآية من التهديد والايعاد والارعاد امر عظيم، ومن ثم روي عن ابن عباس: ان توبة قاتل المؤمن عمدا توبة غير مقبولة، وفي الحديث:
" لزوال اهل الدنيا أهون على الله من قتل امرء مسلم "
وفيه
" لو قتل رجل بالمشرق وآخر راضي في المغرب لأشرك في دمه "
وعن سفيان: كانوا اهل العلم إذا سئلوا قالوا: لا توبة له، وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم):
" ان من اعان على قتل مؤمن ولو بشطر كلمة جاء يوم القيامة مكتوب بين عينيه آيس من رحمة الله "
قال جار الله: العجب من قوم يقرأون هذه الآية ويرون ما فيها ويسمعون ما في هذه الأحاديث العظيمة ثم يطمعون بالعفو عن قاتل المؤمن
أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها
[محمد: 24].
[4.94-96]
ناپیژندل شوی مخ