" يا جبريل أخبرني عن ثواب من قالها في صلاته أو غير صلاته "
قال: من قالها فإنه يكون ميزانه أثقل من العرش والكرسي وجبال الدنيا ويقول الله: صدق عبدي اشهدوا يا ملائكتي إني قد غفرت له وأدخلته الجنة، وعن علي (عليه السلام): " لما نزل قوله:
فسبح باسم ربك العظيم
[الواقعة: 74] قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
" اجعلوها في ركوعكم ولما نزل قوله: { سبح اسم ربك الأعلى } قال: اجعلوها في سجودكم ".
والمعنى قل سبحان ربي الأعلى، وقيل: نزه ربك عما يصفه به المشركون { الذي خلق فسوى } أي سوى خلقه وأعضاءه وحواسه { والذي قدر الخلق } على ما خلقهم من الصور والهيئات وأجرى لهم من أسباب المعائش، وهذا يدلك على معرفة توحيده، وقيل: قدر الأرزاق والآجال وهدى إلى التوحيد { والذي أخرج المرعى } الحشيش والنبات وما هو قوت البهائم والوحوش { فجعله غثاء } أي ضروبا وأجناسا من المرعى، وقيل: غثاء هشيما يابسا { أحوى } قيل: أسود من شدة خضرته { سنقرئك } قيل: سنعلمك القرآن ويقرأه عليك جبريل وكان (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا نزل عليه القرآن لم يفرغ من آخر الآية حتى يقرأ أولها مخافة أن ينساه { إلا ما شاء الله } يرفع حكمه وتلاوته، وقيل: إلا ما شاء الله أن يؤخر إنزاله، وقيل: إلا ما شاء الله أن ينسى وقد شاء الاستثناء { إنه يعلم الجهر } من القول { وما يخفى } فأراد سائر الأشياء { ونيسرك لليسرى } قيل: نيسر لك دخول الجنة، وقيل: نعينك على ما أمرناك حتى يسهل عليك الخطاب، وقيل: بالألطاف.
[87.9-19]
{ فذكر } أي أد إليهم القرآن وعظهم وذكرهم ما فيه من الوعد والوعيد، وقيل: أد على الانتفاع لمواعظه { سيذكر } أي يتعظ ويقبل الذكرى { من يخشى } الله { ويتجنبها } أي يتجنب التذكرة { الأشقى } ، وقيل: الشقي العاصي { الذي يصلى النار الكبرى } نار جهنم والنار الصغرى نار الدنيا { ثم لا يموت فيها } فيستريح { ولا يحيى } حياة ينتفع بها { قد أفلح } أي ظفر بالبغية { من تزكى } قيل: صار زكيا بالأعمال الصالحة، وقيل: أراد زكاة ماله، وقيل: زكاة الفطر وصلاة العيد، وقيل: الصلاة المكتوبة { بل تؤثرون الحياة الدنيا } تختارونها ولا تتفكرون في أمر الآخرة { والآخرة خير وأبقى } لأن الدنيا تنقطع { إن هذا } قيل: أراد جميع السورة وما يتضمن فيها، وقيل: قوله: { قد أفلح من تزكى } إلى آخر السورة، وقيل: ما وعدتكم به،
" وعن أبي ذر قال: قلت: يا رسول الله ما كان { في الصحف الأولى }؟ قال: " { قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى } "
، وقيل: في { صحف ابراهيم } ينبغي للعاقل أن يكون حافظا للسانه، عارفا بزمانه، مقبلا على شأنه، وقيل: إنه تعالى أنزل مائة وأربعة كتب على آدم وشيث وادريس وابراهيم وعيسى ومحمد صلى الله عليهم وعلى داوود وغيرهم من الأنبياء.
ناپیژندل شوی مخ