323

تفسیر الاعقم

تفسير الأعقم

ژانرونه

ما لم يعلم

[العلق: 5] فحزن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بعلو شواهق الجبال، فأتاه جبريل (عليه السلام) وقال: إنك نبي الله، فرجع إلى خديجة (رضي الله عنها) وقال:

" دثروني وصبوا علي ماء بارد "

، فنزل { يأيها المدثر } { قم } من مضجعك أو قم قيام عزم { فانذر } فحذر قومك من عذاب الله إن لم يؤمنوا، والصحيح أن المعنى فافعل الإنذرا من غير تخصيص له بأحد { وربك فكبر } واختص ربك بالتكبير وأن تقول الله أكبر، وروي أنه لما نزل قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " الله أكبر " فكبرت خديجة وفرحت وعلمت أنه الوحي، وقد يحمل على تكبير الصلاة { وثيابك فطهر } أمر (صلى الله عليه وآله وسلم) بأن تكون ثيابه طاهرة من النجاسات لأن طهارة الثياب شرط في الصلاة لا تصح إلا بها، وقيل: أمر بتقصيرها ومخالفة العرب، وقيل: هو أمر بتطهير النفس، وقيل: لا تلبسها على غدر فإن الغادر يدنس الثياب، وقيل: عملك فاخلصه { والرجز فاهجر } قيل: اترك المآثم والذنوب، وقيل: هي الأوثان، وقيل: كل معصية رجز، وقيل: اجتنب النجاسات، وقيل: العذاب أي اهجر كل ما يوجب العذاب من الأعمال { ولا تمنن تستكثر } قيل: لا تعطي شيئا طمعا في أن تعطى أكثر منه فتكون طالبا للمكافأة وهذا جائز إلا أن الله تعالى اختار له أشرف الآداب وأحسن الأخلاق، وقيل: لا تستكثر عملك، وقيل: لا تمنن على الناس بما تمنن به عليهم، وقيل: لا تمنن بالنبوة، وقيل: لا تمنن بما تأتيه من الابلاغ على أمتك { ولربك فاصبر } على أذى المشركين، وقيل: اصبر على ما أمر الله تعالى.

[74.8-31]

{ فإذا نقر في الناقور } أي نفخ في الصور، وقيل: هي النفخة الثانية { فذلك يومئذ يوم عسير } { على الكافرين غير يسير } أي غير هين { ذرني ومن خلقت وحيدا } الآية نزلت في الوليد بن المغيرة أي أكيف بي له مكافيا فدعني ومن خلقت، وهذا وعيد، ويحتمل أن يكون من صفة المخلوق، أي خلقته في بطن أمه وحيدا لا شيء له ولا معه مال ولا ولد { وجعلت له مالا ممدودا } قيل: كثيرا، وقيل: مد بالنماء كالزرع والضرع والتجارة، وقيل: كان له بستان بالطائف لا تنقطع ثماره شتاء ولا صيفا، وقيل: كان له ألف مثقال، وقيل: أربعة، وقيل: تسعة، وقيل: ألف ألف { وبنين شهودا } حضورا بمكة لا يفارق قومه كانوا عشرة بنين، وقيل: ثلاثة عشر، وقيل: سبعة وكلهم رجال { ومهدت له تمهيدا } أي بسط له أحوال الدنيا { ثم يطمع أن أزيد } { كلا } أي لا يكون كما ظن، وقيل: كان الوليد بعد نزول هذه الآيات في نقصان من ماله وولده { إنه كان لآياتنا عنيدا } جحودا { سأرهقه صعودا } قيل: سأكلفه من العذاب، وقيل: صعودا جبل من نار يكلف الوليد صعوده ونزوله { إنه فكر } ماذا يقول في القرآن { وقدر } في نفسه، وروي أن الوليد قال لبني مخزوم: والله لقد سمعت من محمد كلاما ما هو من كلام الإنس ولا من كلام الجن، وأن له لحلاوة وأن عليه لطلاوة، وأن أعلاه لمثمر، وأن أسفله لمغدق، وأنه يعلو ولا يعلى، فقالت قريش: صبأ والله الوليد، والله لتصبأن قريش كلهم، فأتاه أبو جهل وقعد بجنبه حزينا فقال له الوليد: ما لي أراك حزينا؟ فقال: أن قريشا يجمعون له نفقة ويزعمون أنك تدخل على ابن أبي كبشة لتنال من فضله وأتى قومه وقال: أتزعمون أن محمدا مجنون؟ قالوا: لا، فقال: فكاهن؟ قالوا: لا، فقال: فكذاب؟ قالوا: لا، قال: فشاعر؟ قالوا: لا، قال: ففكر في نفسه ساعة وقال: هو ساحر يفرق بين الرجل وأهله وما يقوله سحر، فنزلت الآيات { فقتل } لعن، وقيل: استحق العذاب { ثم قتل كيف قدر } لعن وعوقب كيف قدر في إبطال الحق { ثم نظر } إلى النبي منكر النبوة، وقيل: إلى أي شيء يجيب قومه { ثم عبس وبسر } أي كلح وقطب فقال: { إن هذا إلا سحر يؤثر } يروى ويحكى ويرويه محمد { إن هذا إلا قول البشر } ولم يعلموا أنه لو كان قول البشر لقدر هو وغيره مع فصاحتهم على أمثاله { سأصليه سقر } أي سأدخله النار { وما أدراك } أيها السامع { ما سقر } { لا تبقي ولا تذر } قيل: هو نهاية الوصف بالإحراق { لواحة للبشر } مغير للجلود وقال مجاهد: تلفح الجلد لفحة فتدعه أشد سوادا من الليل، وقيل: محرقة للجلود قيل: لما نزل قوله تعالى: { عليها تسعة عشر } قال أبو جهل لقريش: ثكلتكم أمهاتكم ان ابن أبي كبشة يخبركم أن خزنة النار تسعة عشر وأنتم الدهم؟ أيعجز عشرة منكم أن يبطش بواحد من خزنة جهنم؟ فقال أبو الأسود: أنا أكفيكم سبعة عشر وأكفوا في اثنين، فأنزل الله تعالى: { وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة } ، وقوله: { عليها تسعة عشر } صنفا، وقيل: نقباء ولهم أعوان، وقيل: تسعة عشر جنسا ولهم أعوان { وما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا } ليعلموا أنه قادر على تقويتهم وأنهم يقومون مقام العدد الكثير { ليستيقن الذين أوتوا الكتاب } من اليهود والنصارى أنه الحق لموافقة خبرهم لما في كتبهم، وقيل: في التوراة والإنجيل تسعة عشر { ويزداد الذين آمنوا إيمانا } قيل: ليظهروا إيمانهم بهذا أيضا، وقيل: أنه يخبرهم بما لا يعلمه إلا الله فيعلموا أنه معجز وأنه كلام الله سبحانه { ولا يرتاب } لا يشك { الذين أوتوا الكتاب والمؤمنون } في أنه الحق { وليقول الذين في قلوبهم مرض } نفاق { والكافرون ماذا أراد الله بهذا مثلا } يعني هذا العدد وما يعني يزدادوا شكا كما يزداد الذين آمنوا إيمانا { كذلك يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء } قيل: يضل عن طريق الجنة والثواب من يشاء ويهدي اليه من يشاء، وقيل: يحكم بضلال من يشاء على حسب ما يوجد منهم { وما يعلم جنود ربك إلا هو } أي لا يعلم جنسهم وعددهم إلا هو، قيل: هو من كثرهم { وما هي } قيل: الموصوفة بهذه الصفات، وقيل: هي سقر وقد تقدم ذكرها، وقيل: الآيات والمواعظ { إلا ذكرى للبشر } أي عظة يذكرون.

[74.32-56]

{ كلا } قيل: ردع وزجر لهم عما يقولون كأنه قيل: احذروا العقوبة، وقيل: معناه حقا فيبطل بما بعده { والقمر } قيل: ورب القمر وإنما أقسم به لما فيه من عظم آياته في طلوعه ومسيره { والليل إذ أدبر } ولى وذهب، وقيل: جاء دبر النهار أي أقبل، وأدبر تولى عن أكثر المفسرين { والصبح إذا أسفر } أضاء { إنها لإحدى الكبر } قيل: النار الكبرى، وقد تقدم ذكرها في قوله: { سقر } وهو جواب القسم، وقيل: هذه الآية الذي بينها إحدى الكبر، وقيل: آيات القرآن والوعيد، وقيل: النار في الدنيا تذكر في الآخرة { نذيرا للبشر } أي مخوفا للخلق قيل: تقديره أنا لكم منها نذير { لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر } عنها { كل نفس بما كسبت رهينة } يعني أن كل واحد مأخوذ بعمله فيجازى عليه { إلا أصحاب اليمين } قيل: هم المؤمنون، وقيل: يعطون كتبهم بأيمانهم، وعن علي (عليه السلام) أنه فسر أصحاب اليمين بالأطفال لأنه لا أعمال لهم يرتهنون بها، وعن ابن عباس: هم الملائكة { في جنات يتساءلون } { عن المجرمين } يسأل بعضهم بعضا عنهم أو يسألون عن المجرمين الذين دخلوا النار { ما سلككم في سقر } أي ما أدخلكم النار؟ وبأي سبب؟ { قالوا لم نك من المصلين } { ولم نك نطعم المسكين } اي لم نؤد الزكاة المفروضة { وكنا نخوض مع الخائضين } أي كنا نسرع في الباطل مع المبطلين، وقيل: كنا نخوض في تكذيب النبي وآياته { وكنا نكذب بيوم الدين } أي يوم الجزاء وهو يوم القيامة { حتى أتانا اليقين } قيل: هو الموت { فما تنفعهم شفاعة الشافعين } أي لا يشفع لهم أحد والشفعاء الأنبياء ثم العلماء ثم الشهداء { فما لهم عن التذكرة معرضين } أي ما الذي منعهم عن التذكر لما يتلى عليهم { كأنهم حمر مستنفرة } { فرت من قسورة } قيل: هم الرماة، وقيل: جماعات الرجال، وقيل: الأسد سمي بذلك لأنه يقهر السباع كلها، يعني أعرضوا عن القرآن نفورا كإعراض الحمر من الأسد { بل يريد كل امرئ منهم أن يؤتى صحفا منشرة } الآية نزلت في المشركين قالوا: يا محمد إن شئت أن نتبعك فأتنا بكتاب خاصة إلى فلان وإلى فلان من رب العالمين، وقيل: قالوا: إن كان محمدا صادقا فليصبح عند رأس كل واحد منا صحيفة فيها براءة من النار، فنزلت الآية { كلا } يعني ليس كما يقولون ويريدون ولا يكون كذلك، وقيل: زجر لهم أي لا يطلبوا ذلك { بل لا يخافون الآخرة } قيل: لا يخافون عذابها ولو خافوا لما كذبوا الرسل { كلا إنه تذكرة } أي عظة يتعظ بها المكلف قيل: القرآن، وقيل: ما تقدم ذكره { فمن شاء } اتعظ به { وما يذكرون إلا أن يشاء الله } مشيئة إكراه إلا أن يجبرهم على ذلك { هو أهل التقوى } أي أهل أن يتقى معاصيه ومحارمه، وقيل: هو أهل أن يتقى عقابه، وأهل من يغفر ذنوب من أناب اليه، يعني هو حقيق بأن يتقيه عباده ويخافون عقابه، وحقيق أن يغفر لهم إذا آمنوا وأطاعوا.

[75 - سورة القيامة]

[75.1-9]

ناپیژندل شوی مخ