318

تفسیر الاعقم

تفسير الأعقم

ژانرونه

[69.25-52]

{ وأما من أوتي كتابه بشماله } وهم العصاة { فيقول } هي علامة أهل النار تلوى يده اليسرى خلف ظهره ثم يعطى كتابه، وقيل: تنزع من صدره إلى خلف ظهره فإذا قرأ كتابه مشحونا بكل قبيح وفاحشة قال تحسرا: { يا ليتني لم أوت كتابيه } كلام من ضاق صدره وقلت حيلته فيقول: يا ليتني لم أعط هذا الكتاب ليتني لم أره { ولم أدر ما حسابيه } هذا كلام تحسرا وندما { يا ليتها كانت القاضية } يعني الموتة الأولى في الدنيا ولم يكن لي حياة، وقيل: معناه ليتني مت فلم يكن لي حياة واسترحت { ما أغنى عني ماليه } أي ما كفى عني شيئا من عذاب الله وما ينفعني اليوم { هلك عني سلطانيه } قيل: حجتي { خذوه } أي يقال للملائكة الذين هم خزنة جهنم { خذوه فغلوه } أي اجعلوا الأغلال في أعناقهم { ثم الجحيم صلوه } أي أدخلوه النار وألزموه اياها { ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا } بذراع الملك أي اسلكوه في السلسلة قيل: تدخل من دبره وتخرج من منخرته، وقيل: تدخل من فيه وتخرج من دبره، وقيل: تدخل من دبره وتخرج من حلقه وتكون محماة بنار جهنم، واختلفوا بالذراع، قيل: سبعون ذراعا، وروي: لو جمع حديد الدنيا ما وزن حلقة منها { إنه كان لا يؤمن بالله العظيم } شأنه وصفاته { ولا يحض على طعام المسكين } وهو المحتاج الفقير وهو منع الزكاة { فليس له اليوم هاهنا حميم } يعني يوم القيامة حميم صديق، وقيل: أحد يحميه، وقيل: قريب يعينه { ولا طعام إلا من غسلين } وهو غسالة أهل النار وما يسيل من أبدانهم من الصديد { لا يأكله إلا الخاطئون } الآثمون { فلا أقسم بما تبصرون } { وما لا تبصرون } وما لا ترون وأراد جميع المكونات، وقيل: ما تبصرون الشمس والقمر وما لا تبصرون العرش والكرسي، وقيل: الجنة والنار، وقيل: ما على وجه الأرض وما في بطنها، وقيل: بالنعم الظاهرة والباطنة، وقيل: بالأجسام والأرواح، وقيل: الجن والإنس { إنه } جواب القسم { لقول رسول } قيل: جبريل، وقيل: محمد { كريم } على ربه أي بقوله ويكلم به على وجه الرسالة عند الله { وما هو بقول شاعر } ولا كاهن كما تدعون { قليلا ما تؤمنون } والقلة في معنى العدم، أي لا تؤمنون ولا تذكرون البتة { تنزيل } بيانا لأنه قوله: { رسول كريم } نزل عليه { من رب العالمين } { ولو تقول علينا بعض الأقاويل } قيل: ادعى الوحي فيما لم يوح إليه، وقيل: بزيادة أو نقصان أو بغير لو فعل ذلك { لأخذنا منه باليمين } أي لو فعل ذلك لانتقم الله منه فنفى ذلك منه وبين عصمته، وقيل: باليمين بالقوة، وقيل: لقطعنا يده اليمنى { ثم لقطعنا منه الوتين } قيل: نياط القلب، وقيل: عروق في القلب تتصل بالظهر { فما منكم من أحد عنه حاجزين } أي مانعين من العقاب { وإنه } يعني القرآن { لتذكرة } أي عظة لمن تدبر وتفكر وخص { للمتقين } لأنهم الذين ينتفعون به ليفكروا فيه { وإنا لنعلم أن منكم مكذبين } إشارة إلى أن منهم مصدق ومكذب { وإنه لحسرة على الكافرين } قيل: القرآن حسرة عليهم حيث لم يعملوا به، وقيل: البعث والحساب حيث لم يعدوا لهما، وقيل: أمر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حسرة عليهم حيث كذبوا به { وإنه لحق اليقين } ، قيل: معناه أنه صدق ويقين { فسبح باسم ربك العظيم } أي نزهه عما لا يجوز عليه من الصفات.

[70 - سورة المعارج]

[70.1-4]

قرأ نافع وابن عامر { سأل سائل } ساكنة الألف غير مهموزة والباقون مهموزة مفتوحة الألف، واتفقوا في سأل أنه مهموز، فمن قرأ بالهمز عنى السؤال لا غير، ومن قرأ بغير همز فقيل: هي لغة في السؤال، وقيل: هو من السيل، وقيل: هو واد في جهنم، قيل: لما بعث النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) خوف أهل مكة بالعذاب قال المشركون بعضهم لبعض: سلوا محمدا عن العذاب لمن هو؟ وعلى من ينزل؟ فنزلت الآية، وقيل: أن النضر بن الحرث دعا وقال:

اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السمآء أو ائتنا بعذاب أليم

[الأنفال: 32] فنزل به ما سأل يوم بدر وقتل صبرا، ولم يقتل من الأسرى غير رجلين النضر بن الحارث وبلتعة بن أبي معيط، وسئل سفيان بن عيينة فيمن نزل قوله: { سأل سائل } ، فقال: لقد سألتني مسألة ما سألني أحد قبلك، حدثني أبي عن أبي جعفر بن محمد عن آبائه قال: " لما كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بغدير خم نادى الناس فلما اجتمعوا أخذ بيد علي (عليه السلام) وقال: من كنت مولاه فهذا مولاه، فشاع ذلك في البلاد فبلغ ذلك الحارث بن النعمان فأتى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على ناقة حمراء حتى أتى الأبطح وأتى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وقال: يا محمد أمرتنا أن نشهد أن لا إله إلا الله وانك رسول الله فقبلنا منك وأمرتنا بالصلاة والصوم والحج فقبلنا منك ثم لم نرض بهذا حتى رفعت لصنعى ابن عمك فضلته علينا وقلت: من كنت مولاه فهذا مولاه هذا شيء منك أو من الله؟! فقال: والله الذي لا إله إلا هو أنه من الله، فولى الحارث بن النعمان وقال: اللهم إن كان ما يقوله محمد حق فامطر علينا حجارة من السماء فما وصل إلى راحلته حتى رماه الله بحجر سقط على هامته وخرج من دبره فقتله وأنزل الله فيه: { سأل سائل } " ذكره الحاكم والنزول والثعلبي { من الله ذي المعارج } أي رب المعارج وخالقها ومالكها، قيل: السماوات لأنها موضع عروج الملائكة { تعرج الملائكة } أي تصعد، { والروح } جبريل { إليه } أي إلى عرشه وحيث يهبط فيه إذا أمره { في يوم كان مقداره } كمدة مقدار { خمسين ألف سنة } مما يعد الناس والروح (عليه السلام) وقيل: الروح خلق هم حفظة على الملائكة كما أن الملائكة حفظة على الناس أراد يوم القيامة أما أن يكون استطالته لشدته على الكفار وأما أنه على الحقيقة كذلك، وقيل: فيه خمسون موطنا كل موطن ألف سنة، وما قدر ذلك على المؤمن إلا كما بين الظهر والعصر، وقيل: لو ولى المحاسبة غيره تعالى في ذلك اليوم لم يفرغ إلا بعد خمسين ألف سنة وهو يفرغ في ساعة.

[70.5-31]

{ فاصبر صبرا جميلا } بحسن عشرتهم ودعوتهم إلى الله ودينه والتأني وترك العجلة والمداراة { إنهم يرونه بعيدا } الضمير في يرونه للعذاب الواقع لا ليوم القيامة لأن كل آت قريب، يعني يوم القيامة، وقيل: يرون العذاب بعيدا ونحن { نراه قريبا } عنهم لاستحقاقهم، ثم وصف اليوم الموعود فقال: { يوم تكون السماء كالمهل } ، قيل: عكر الزيت، وقيل: كالصفر المذاب { ولا يسأل حميم حميما } أي قريب قريبا لشغل كل إنسان بنفسه، وقيل: لا يسأل حميم حميما ليعرف حاله لأن كل أحد يعرف بسيماه { يبصرونهم } أي يبين لهم الحميم بأبصارهم فلا مخلوق إلا وهو نصب عين صاحبه يبصر قرينه وحميمه وعشيرته ولا يكلمه شغلا بنفسه { يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه } { وصاحبته } امرأته { وأخيه } { وفصيلته } عشيرته الأقربون { التي تؤويه } يأوي إليها { ومن في الأرض جميعا ثم ينجيه } { كلا } أي ليس ذلك لا ينجيه أحد من عذاب الله ثم ابتدأ { إنها لظى } ، قيل: الدركة الثانية، وقيل : اسم لجهنم سميت بذلك لأنها تلتهب { نزاعة للشوى } ، قيل: الأطراف كاليد والرجل والهام، وقيل: أم الرأس، وقيل: اللحم دون العظم { تدعو } يعني النار تدعو إلى نفسها { من أدبر } عن الإيمان وأعرض، قيل: الله ينطقها حتى تدعوهم، وقيل: خزنة النار { وجمع فأوعى } يعني جمع المال وكسبه فلم يؤد حقه { إن الإنسان خلق هلوعا } ، قيل: الهلوع الحريص الضجور، وقيل: هو الذي { إذا مسه الشر جزوعا } { وإذا مسه الخير منوعا } ، وقيل: شحيحا، وقيل: إذا مسه الخير لم يشكر، وإذا مسه الشر لم يصبر، وإذا مسه الخير منع حق الله { إلا المصلين } أراد جميع المؤمنين { الذين هم على صلاتهم دائمون } يعني يديمون إقامة الفرائض { والذين في أموالهم حق معلوم } وهو ما يخرج من صدقة أو صلة رحم، وقيل: الزكاة المفروضة { للسائل } الذي يسأل { والمحروم } الذي حرم الرزق لقلة السؤال، وقيل: الذي لا شيء له، وقيل: المحروم الزمن، وقيل: الذي لا حظ له بالعطاء، وقيل: الكلب والسنور ونحوهما مما يطوف على الإنسان { والذين يصدقون بيوم الدين } أي يوم القيامة { والذين هم من عذاب ربهم مشفقون } أي خائفون { إن عذاب ربهم غير مأمون } أي لا يأمن حلوله إلا العصاة، وقيل: يخافون ألا تقبل حسناتهم ويؤاخذون بسيئاتهم { والذين هم لفروجهم حافظون } { إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين } { فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون } المجاوزون الحد.

[70.32-44]

ناپیژندل شوی مخ