وعنه:
" يغشاها رفرف من طير خضر "
، وعن ابن مسعود وغيره: يغشاها فراش من ذهب، وقيل: غشيها من أمر الله ما غشى { أفرأيتم اللات والعزى } أصنام كانت لهم وهي مؤنثات، فاللات كانت لثقيف بالطائف، وقيل: نخلة تعبدها قريش، والعزى كانت لغطفان وهي سمرة وأصلها تأنيث الأعز، وبعث رسول الله إليها خالد بن الوليد فقطعها، فخرجت منها شيطانة ناشرة شعرها داعية ويلها واضعة يدها على رأسها فجعل يضربها بالسيف حتى قتلها وهو يقول:
يا عزا كفرانك لا سبحانك
إني رأيت الله قد أهانك
ولن تعبدها أبدا { ومناة الثالثة } كانت لهذيل وخزاعة وسميت مناة لأن دم النسائك كانت تمنى، وقيل: زعموا أن الملائكة بنات الله تعالى عن ذلك وصوروا الأصنام على صورتهم اللات والعزى ومناة، وقيل: كانت حجارة في جوف الكعبة { ألكم الذكر وله الأنثى } { تلك إذا قسمة ضيزى } جائرة، وقيل: مخالفة، وكانوا يقولون أن الملائكة وهذه الأصنام بنات الله، وكانوا يعبدونهم ويزعمون أنهم شفعاؤهم عند الله، فقيل: { ألكم الذكر وله الأنثى } { إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان } من حجة وسميت الحجة سلطانا لأن صاحبها يقهر { إن يتبعون إلا الظن } في قولهم إنها آلهة { وما تهوى الأنفس } أي تهواه وتألفه لأنهم وجدوا آباءهم وقومهم يعبدونها فمالوا إليها { ولقد جاءهم من ربهم الهدى } أنها ليست بآلهة ولا تحق لها العبادة { أم للإنسان ما تمنى } قيل: تمنوا أن تشفع لهم عند الله وظنوا ذلك وليس كما ظنوا، وقيل: تمنوا أن الأصنام كانت آلهة { فلله الآخرة والأولى } يعطي من يشاء، وقيل: أم للإنسان ما تمنى من نعيم الدنيا والآخرة بل يفعله الله تعالى بحسب المصلحة يعطي في الآخرة المؤمنين دون الكافرين.
[53.26-32]
{ وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى } يعني لا يشفع أحد إلا بعد إذن من الله { إن الذين لا يؤمنون بالآخرة } البعث والجزاء { ليسمون الملائكة تسمية الأنثى } قيل: قالوا: هم بنات الله { وما لهم به من علم } أي لا يقولون ذلك عن علم { إن يتبعون } في ذلك { إلا الظن وإن الظن لا يغني من الحق شيئا } { فأعرض عن من تولى } قيل: أعرض عن مكافأته { عن ذكرنا } قيل: القرآن { ولم يرد إلا الحياة الدنيا } { ذلك مبلغهم من العلم } أي نهاية قدر علمهم حيث آثروا الدنيا على الآخرة { إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله } أي دينه { وهو أعلم بمن اهتدى } فيجازي كل أحد بعمله { ولله ما في السماوات وما في الأرض } ملكا وخلقا { ليجزي الذين أساءوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى } ثم وصف الذين أحسنوا فقال سبحانه: { الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش } قيل: ان أكثر ما يزيد عقابه على ثواب فاعله كالقتل والزنا ونحو ذلك، وقيل: لا يكفره إلا بالتوبة والفواحش كل قبيح فاحشة، وقيل: الزنا { إلا اللمم } قيل: الصغائر من الذنوب عمدا وسهوا ونظير هذه الآية قوله تعالى:
ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم
[النساء: 31] وهو قول أبي علي وأبو مسلم والقاضي، وقيل: هو ما ألم على القلب أي خطر، وهو حديث النفس بشيء من غير عزم لأن العزم على الكبير كبيرة، فعلى هذا يكون إلا بمعنى لكن اللمم، وقيل: إلا بمعنى الواو { إن ربك واسع المغفرة } أي كثير المغفرة يكفر الصغائر باجتناب الكبائر بالتوبة { هو أعلم بكم } بأحوالكم، وقيل: هو أعلم بتفاصيل أموركم وأعمالكم فيجازيكم بها { إذ أنشأكم من الأرض } أي خلق آباءكم آدم من التراب { وإذ أنتم أجنة في بطون أمهاتكم } حين الولد في البطن أخذ من الستر، يعني من علم بتفاصيل الجنين وكيفيته لا يخفى عليه شيء من أعمالكم { فلا تزكوا أنفسكم } قيل: لا تمدحوها، وقيل: لا تزكوا أنفسكم بما ليس فيها وهو أحسن ما قيل: فأما تزكية النفس على وجه الاستطالة فلا يجوز { هو أعلم بمن اتقى } الشرك والكبائر، قيل: عمل حسنة وارتدع عن السيئة عن علي (عليه السلام).
ناپیژندل شوی مخ