268

تفسیر الاعقم

تفسير الأعقم

ژانرونه

{ وقالوا } يعني الكفار { لو شاء الرحمان ما عبدناهم } أي لو شاء أن لا نعبدهم ما عبدناهم قيل: الملائكة، وقيل: الأوثان { ما لهم بذلك من علم } أي لا يقولون ذلك عن صحة وعلم { إن هم إلا يخرصون } أي يكذبون { أم آتيناهم كتابا من قبله فهم به مستمسكون } وهذا استفهام والمراد الإنكار، أي ما أنزلنا كتابا، ثم بين تعالى أن أمرهم مبني على التقليد، فقال سبحانه: { بل قالوا } يعني المشركين وهذا جواب لمقالتهم، يعني لم يشهدوا خلقهم ولا يرجعوا إلى كتاب { قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة } قيل: على ملة كانوا مجتمعين متوافقين على هذا الذي نحن عليه { وإنا على آثارهم مهتدون } { وكذلك ما أرسلنا من قبلك } يا محمد { في قرية من نذير } أي نبي { إلا قال مترفوها } أي رؤساؤها ومنعموها: { إنا وجدنا آباءنا } على طريقة، وقيل: وجدناهم مجتمعين على هذا { وإنا على آثارهم مقتدون } نقتدي بهم فلا نخالفهم { قل } يا محمد { أولو جئتكم بأهدى مما وجدتم عليه آباءكم } يعني أصوب وأولى لما عليه من الدليل { قالوا إنا بما أرسلتم به كافرون } { فانتقمنا منهم } عذبناهم بكفرهم، وقيل: انتقمنا للمؤمنين منهم { فانظر كيف كان عاقبة المكذبين } { وإذ قال إبراهيم لأبيه } آزر { وقومه إنني براء مما تعبدون } يعني من الأوثان والنجوم { إلا الذي فطرني } خلقني ابتداء وهو الله تعالى { فإنه سيهدين } إلى الحق بما نصب لي من الدلالة وفيه بيان ثقته بالله، وقيل: سيهدين إلى جنته وثوابه { وجعلها كلمة باقية في عقبه } يعني إبراهيم جعل هذه الكلمة باقية في ذريته لم يزل منهم من يقولها، وقيل: إنه تعالى جعلها باقية يعني بأمره ولطفه، وقيل: إبراهيم جعلها باقية بأن يوصي بها، وأكد الأمر بالتكرير وهي كلمة التوحيد لا إله إلا الله، وقيل: كلمة التوحيد التي تكلم بها إبراهيم قوله: { إنني براء مما تعبدون } في عقبه في ذريته، فلا يزال من يوحد الله ويدعو إلى توحيده { لعلهم يرجعون } لعل من أشرك منهم يرجع بدعاء من وحده منهم، ونحوه

ووصى بها إبراهيم بنيه

[البقرة: 132] { بل متعت } أي أنعمت عليهم بالنعم ولم أعاجلهم بالعقوبة فتمتعوا { حتى جاءهم الحق } قيل: القرآن { ورسول مبين } { قالوا هذا سحر } أي تمويه.

[43.31-40]

{ وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم } اتفقوا على أن القريتين مكة والطائف، واختلفوا في القريتين قيل: الوليد بن المغيرة وعروة بن مسعود... ينكرون أن يبعث بشرا رسولا { عظيم } أي عظيم الشأن ممجدا في الدنيا بالمال والجاه { أهم يقسمون رحمة ربك } استفهام والمراد الإنكار، أي ليس اليهم قسمة الرحمة حتى يجعلوا النبوة إلى من يشاؤوا، ورحمة ربك أي رزقه ونعمته بين عباده دنيا ودينا { نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا } يعني لم يرض قسمتهم أسباب الدنيا لأنهم لا يصلحون لها ومن لا يصلح لقسمة دنياه كيف يصلح لقسمة النبوة؟ فنحن قسمنا ذلك بينهم لحسب ما علمناه في صالحهم، فبعضهم غني وبعضهم فقير، وبعضهم مالك وبعضهم مملوك { ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات } في المال { ليتخذ بعضهم بعضا سخريا } وهو تسخير الفقير للغني بماله واللام لام العاقبة، والمعنى ينتفع كل طبقة بالأخرى وكل واحد يحتاج إلى صاحبه من وجه ويتملك بعضهم فيتخذهم عبيدا { ورحمة ربك خير مما يجمعون } قيل: ثواب الآخرة والجنة خير مما يجمعون من أموال الدنيا لأنها باقية { ولولا أن يكون الناس أمة واحدة } أي جماعة واحدة كلهم على طلب الدنيا واختاروها على العقبى، وقيل: كلهم كفار عن ابن عباس، وإنما لم يفعل ذلك لكونه مفسدة { لجعلنا لمن يكفر بالرحمان لبيوتهم سقفا من فضة ومعارج } قيل: درجات { عليها يظهرون } { ولبيوتهم أبوابا } من فضة { وسررا عليها يتكئون وزخرفا } قيل: هو الذهب، وقيل: الفرش { وإن كل ذلك لما متاع الحياة الدنيا } أي لو جعل ذلك لكان متاع الحياة الدنيا يتمتع بها قليلا ثم تزول، وهو معنى قول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):

" لو وزنت الدنيا عند الله جناح بعوضة ما سقى الكافر منها شربة ماء "

{ والآخرة عند ربك للمتقين } أي الثواب والجنة التي هي دائمة باقية { ومن يعش عن ذكر الرحمان } قيل: يعرض، وقيل: يعمى، قال أبو علي: هذا مجاز شبهت بالعمى لما لم يبصروا الحق، وقيل: العشق النير في الظلم، واختلفوا في الذكر قيل: الايمان والدلالة، وقيل: القرآن { نقيض له شيطانا فهو له قرين } يعني من يعرض عن ذكر الله نخلي بينه وبين الشيطان فيصير قرينه، وقيل: يقرنه في الآخرة ليذهب به إلى النار كما أن المؤمن يصير قرينه في الآخرة ملك يذهب به إلى الجنة، وقيل: هو قرينه في الدنيا يوسوس له ويزين له سوء عمله ويقرن به في الآخرة { وإنهم } يعني الشياطين { ليصدونهم عن السبيل } أي يصرفون هؤلاء الكفار عن طريق الحق { ويحسبون أنهم مهتدون } { حتى إذا جاءنا } يعني جاء عرصة القيامة التي لا حكم إلا لله فيها { قال } يعني الكافر الذي هو تابع للشيطان: { يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين } قيل: المشرق والمغرب فغلب أحدهما على الآخر، والمعنى يا ليت بينك وبيني من البعد ما بين المشرق والمغرب، وهي كلمة دالة على الندم { فبئس القرين } في الدنيا حيث أظللتني، وقيل: في النار { ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم أنكم في العذاب مشتركون } لأن حقكم إنكم تشتركوا أنتم وشركاؤكم في العذاب كما كنتم مشتركون في الدنيا { أفأنت تسمع الصم أو تهدي العمي } يعني من لا يبصر الحق بمنزلة الأعمى والأصم لأنهم لا يتفكرون ولا ينظرون ولا يسمعون { ومن كان في ضلال مبين } ظاهر لأنه لا يهتدي ولا يقبل.

[43.41-50]

{ فإما نذهبن بك } نميتك { فإنا منهم منتقمون } أي نعاقبهم على فعلهم { أو نرينك الذي وعدناهم } قيل: هو القتل والأسر { فإنا } على هلاكهم { مقتدرون } { فاستمسك بالذي أوحي إليك } من القرآن والشرائع { إنك على صراط مستقيم } طريق واضح { وإنه } يعني القرآن { لذكر لك ولقومك } تذكرون به أمر دينكم قيل: أمر ووعظ أذكركم به وهو مكة تجمع أمتك { وسوف تسألون } عما تفعلون من قبوله والعمل به ومن الاعراض عنه { واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا } والسؤال مجاز عن النظر به أديانهم هل جاءت بعبادة الأوثان قط في ملة من الملل، وقيل: معنى مثل أمم من أرسلنا وهم أهل الكتابين التوراة والانجيل، وعن الفرا: إنما يخبرونه عن كتب الرسل فإذا سألهم فكأنهم سئلوا، قيل: الخطاب للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والمراد إقامة الحجة على غيره { ولقد أرسلنا موسى بآياتنا } بالحجج والمعجزات { إلى فرعون وملئه } أي إلى الجماعة من قومه { فقال إني رسول رب العالمين } { فلما جاءهم بآياتنا } أي أظهر معجزات لهم وهو اليد والعصا { إذا هم منها يضحكون } استهزاء واستخفافا { وما نريهم من آية إلا هي أكبر من أختها } قيل: هي أعجب في أبصارهم من التي مضى قبلها { وأخذناهم بالعذاب } قيل: بالسنين والطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم { لعلهم يرجعون } إلى الحق { وقالوا } يعني قوم فرعون حين رأوا العذاب شملهم وأيقنوا أن فرعون لا يقدر على كشف ما رجعوا إلى موسى متطوعين { وقالوا يا أيها الساحر } قيل: كان الساحر عندهم العالم ولم يكن صفة ذم عن أبي علي، وقيل: قالوا له ذلك لجهلهم، وقيل: استهزاء، والأصح أنهم أرادوا تعظيمه لأنهم جاؤوا متضرعين { ادع لنا ربك بما عهد عندك } أي أخبرك إذا آمنا كشف عنا العذاب { إننا لمهتدون } نؤمن بما تدعونا إليه { فلما كشفنا عنهم العذاب إذا هم ينكثون } عهودهم مصرين على الكفر.

[43.51-60]

ناپیژندل شوی مخ