" أهل الجنة كلما جامعوا نساءهم عدن أبكارا "
، وقيل: هم في شغل التناول كل لذة من المنزل والفرش والخدم والجواري والغلمان والفاكهة وغير ذلك، وقوله: { فاكهون } فرحون، وقيل: عجبون { هم وأزواجهم } نساؤهم في الدنيا، وقيل: في الآخرة من المسلمات، وقيل: الحور العين { في ظلال } جمع ظل { على الأرائك } جمع أريكة وهي السرر { متكئون } يعني جلستهم جلسة الملوك { لهم فيها فاكهة ولهم ما يدعون } ما يشاؤون، وقيل: إذا دعوا شيئا من نعيم الجنة أتاهم { سلام قولا من رب رحيم } وهو السلامة والأمن من ربهم { وامتازوا اليوم أيها المجرمون } أي يقال لهم للمجرمين امتازوا { ألم أعهد إليكم } اليوم، يعني ألم آمركم على ألسنة الرسل في الكتب المنزلة؟ قال جار الله: العهد الوصية، وعهد الله اليهم ما ركزه فيهم من أدلة العقل وأنزل عليهم من دلائل السمع { أن لا تعبدوا الشيطان } وعبادة الشيطان طاعته فيما يوسوس به اليهم { وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم } أي طريق مستوي أي تؤديكم إلى الجنة { ولقد أضل منكم جبلا كثيرا } ، قيل: خلقا كثيرا { أفلم تكونوا تعقلون } أي هلا استعملتم عقولكم؟ { هذه جهنم التي كنتم توعدون } { اصلوها اليوم بما كنتم تكفرون } أي جزاء على كفركم { اليوم نختم على أفواههم } بمعنى نمنعهم من الكلام { وتكلمنا أيديهم } بما عملوا { وتشهد أرجلهم } بما كسبوا { ولو نشاء لطمسنا على أعينهم } أي محونا على أعينهم فأعميناهم قيل: أعميناهم عن الهدى، وقيل: عميا يرددون { فاستبقوا الصراط } أي طلبوا الطريق إلى مقاصدهم فلم يهتدوا، وقيل: طلبوا طريق الحق وقد عموا منه { فأنى يبصرون } أي فكيف يبصرون { ولو نشاء لمسخناهم على مكانتهم } أي لو نشاء لعذبناهم بأن أقعدناهم في منازلهم ممسوخين قردة وخنازير، والمكانة والمكان واحد كالمقامة والمقام، وقيل: حجارة، وقيل: لو نشاء لجعلناهم مبعدين { فما استطاعوا مضيا ولا يرجعون } المضي التقدم، والرجوع التأخير، وقيل: لا يستطيعون الرجوع إلى ما كانوا فيه وعليه.
[36.68-76]
{ ومن نعمره ننكسه في الخلق } أي نطيل عمره فيصير إلى حال الهرم، وقيل: يصير بعد القوة إلى الضعف ومن بعد الزيادة إلى النقصان، يعني ينقل من حال إلى حال { أفلا يعقلون } تدبرون وإن من قدر على ذلك قدر على الإعادة { وما علمناه الشعر } وكانوا يقولون لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) شاعر، وروي أن القائل عقبة بن أبي معيط، وما علمناه بتعليم القرآن الشعر على معنى، أن القرآن ليس بشعر وما هو من الشعر وأين المعاني التي ينتجها الشعراء من معانيه؟ وأين نظم كلامه من كلامه؟ { وما ينبغي له } أي وما يقوله من عند نفسه { إن هو } يعني القرآن المنزل { إلا ذكر } لأن فيه ذكر الله تعالى وذكر الثواب والعقاب والأحكام وما بين إلا قرآن كتاب سماوي { لينذر } قوما بالتاء خطاب للرسول وبالياء، وقيل: القرآن { لينذر من كان حيا } أي عاقلا يتأمل الحق { ويحق القول على الكافرين } { أولم يروا أنا خلقنا لهم } أي لمنافعهم { مما عملت أيدينا } أي خلقناه نحن { أنعاما فهم لها مالكون } ولو لم نخلقها ما ملكوها ولما انتفعوا بها فمن منافعهم أصوافها وألبانها ولحومها وجلودها وركوبها إلى غير ذلك من المنافع { وذللناها لهم } أي سخرناها حتى صارت منقادة لهم { فمنها ركوبهم ومنها يأكلون } أي ركوبهم يركبون من غير امتناع وهو الإبل فيأكلون الجميع من لحومها وألبانها { ولهم فيها منافع } من أصوافها وأشعارها وأولادها { ومشارب } من ألبانها { أفلا يشكرون } هذه النعمة { واتخذوا من دون الله آلهة } يعني هؤلاء الكفار اتخذوا إلها غيره وهو الأوثان { لعلهم ينصرون } أي ينصروهم من عذاب الله { لا يستطيعون نصرهم } أي لا يقدرون لأنها جماد { وهم لهم جند محضرون } أي يغضبون في الدنيا الأوثان، وقيل: هم لهم جند في الدنيا محضرون في القيامة، وقيل: يجمعون في النار { فلا يحزنك قولهم } أي تكذيبهم وكفرهم بك، وقيل: قولهم في القرآن ان شعر أو سحر { إنا نعلم ما يسرون وما يعلنون } أي ما يفعلون ظاهرا وباطنا.
[36.77-83]
{ أولم ير الانسان أنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين } بعد أن كان نطفة { وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام } { قل } يا محمد { يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم } { الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا } يريد المرخ والغفار والعرب تقول: في كل شجر نار، والمفسرون على أن كل شجر نار الا العناب، وروي في العجائب والغرائب عن أحمد بن أبي معاذ النحوي: من الشجر الأخضر يعني ابراهيم، نارا أي نورا وهو محمد (عليهما السلام) { فإذا أنتم منه توقدون } تقبسون منه النار والله أعلم بهذا الخبر { أوليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم } يعني خلق هذه الأشياء أعجب من إعادة الاحياء { وهو الخلاق العليم } لذاته ومخلوقاته { إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون } يعني إذا أراد فعل شيء فعله { فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء } يعني هو مالك كل شيء { واليه ترجعون } إلى حكمه وجزائه.
[37 - سورة الصافات]
[37.1-10]
{ والصافات صفا } ، قيل: لما قال كفار مكة أجعل الآلهة إلها واحدا أقسم الله بهذه الأشياء إن إلههم لواحد، قيل: الصافات الملائكة تصف صفوفا في السماء كصف المؤمنين للصلاة، وقيل: تصف أجنحتها في الهواء، وقيل: هم المؤمنون يقومون مصطفين في الصلاة { فالزاجرات زجرا } ، قيل: هم الملائكة يزجرون السحاب ويسوقونه، وقيل: يزجر عن معاصي الله، وقيل: هم المؤمنون يرفعون أصواتهم، قال جار الله: ويجوز أن يقسم بنفوس العلماء العمال وصفوف الجماعات والزاجرات بالمواعظ { فالتاليات ذكرا } ، قيل: القارئات، وقيل: جبريل والملائكة يتلون كتاب الله، وقيل: اللوح المحفوظ، وقيل: هم المؤمنون يتلون القرآن { إن إلهكم لواحد } جواب القسم، أي من يحق له العبادة والإلهية { رب السماوات والأرض وما بينهما } أي خالقهما وما بينهما من الخلق { ورب المشارق } أي خالق مطالع الشمس والقمر والنجوم، وقيل: مشارق الشمس وهي ثلاثمائة وستون مشرقا وثلاثمائة وستون مغربا بعدد أيام السنة { إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب } يعني زين السماء بالكواكب { وحفظا من كل شيطان مارد } أي خبيث خالي عن الخير، ومتى قيل: ما وجه الحفظ؟ قالوا: منعهم من الفساد باستراق السمع { لا يسمعون } أي لئلا يسمعون { إلى الملأ الأعلى } أي إلى كلام الأعلى وهم الملائكة { ويقذفون } أي يرمون { من كل جانب } أي من جوانب السماء أو من جوانبهم { دحورا } أي طردا { ولهم عذاب واصب } ، قيل: دائم، وقيل: شديد { إلا من خطف الخطفة } أصلها الخطف وهو أخذ الشيء بسرعة، وما خطف الذئب من أعضاء الشاة وهي حية { فأتبعه شهاب ثاقب } ، قيل: مضيء، وقيل: نافذ.
[37.11-32]
ناپیژندل شوی مخ