فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا
[الكهف: 105] { في جهنم خالدون } بدل من { خسروا أنفسهم } أو خبر بعد خبر لأولئك، وقد تقدم الكلام في الميزان في سورة الأنبياء، وفيما قيل: { تلفح وجوههم النار } أي تصيب وجوههم لفح النار ولهبها { وهم فيها كالحون } قيل: عايشون، وعن مالك بن دينار، كان سبب توبة عقبة الغلام أنه مر في السوق برأس أخرج من التنور فغشي عليه ثلاثة أيام ولياليهن، وروي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال:
" تشويه النار فتقلص شفته العليا حتى تبلغ قفاه وشفته السفلى حتى تبلغ سرته "
{ ألم تكن آياتي } يعني القرآن { تتلى عليكم فكنتم بها تكذبون } { قالوا } وهم في النار { ربنا غلبت علينا شقوتنا } التي ألبسناها بأعمالنا قال جار الله: غلبت علينا ملكتنا من قوله: غلبه فلان على كذا إذا أخذه منك، والشقاوة سوء العاقبة التي علم الله أنهم يستحقونها بسوء أعمالهم، وقرأ شقاوتنا يعني عليهم معاصيهم شقاوتنا { وكنا قوما ضالين } ذاهبين.
[23.108-118]
{ قال اخسؤوا فيها } ذلوا وانزجروا كما تنزجر الكلاب إذا زجرت، يقال: خسأ الكلب { ولا تكلمون } قيل: يجابون بعد ألف سنة: ولا تكلمون في دفع العذاب، وعن ابن عباس: لهم ست دعوات إذا دخلوا النار فقالوا ألف سنة: ربنا أبصرنا وسمعنا، فيجابون: حق القول مني، فينادون ألفا: ربنا أمتنا اثنتين، فيجابون: ذلكم بأنكم إذا دعي الله، فينادون ألفا: يا مالك ليقض علينا ربك، فيجابون: إنكم ماكثون، فينادون ألفا: ربنا أخرجنا منها، فيجابون: أولم تكونوا، فينادون ألفا: أخرجنا نعمل صالحا، فيجابون: أولم نعمركم، فينادون ألفا، رب ارجعون، فيجابون: اخسأوا فيها، قوله تعالى: { إنه كان فريق من عبادي يقولون } يعني المؤمنين { ربنا آمنا } يعني صدقنا بك وبرسولك { فاغفر لنا ذنوبنا وارحمنا } بأن تدخلنا الجنة { وأنت خير الراحمين } { فاتخذتموهم سخريا } قيل: تستهزئون بهم، وقيل: تستعبدونهم { حتى أنسوكم ذكري } ، قيل: أنساكم اشتغالكم بالاستهزاء بهم عما لزمهم من ذكري فتركتموهم أي تركتم أن تذكروني { وكنتم منهم تضحكون } { إني جزيتهم اليوم بما صبروا } على الاستهزاء، وأقاموا على الدين { أنهم هم الفائزون } بالجنة { قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين } هذا سؤال توبيخ وتبكيت، يعني آثرتم الدنيا واشتغلتم بها وبزينتها، السائل لهم الملائكة، وقيل: هو الله، فأجابوا مصدقين و { قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم } ، قال جار الله: استقصروا مدة لبثهم في الدنيا بالإضافة إلى خلودهم ولما هم فيه من عذابها ولأنهم كانوا في سرور وأيام السرور قصار، وقيل: كم لبثتم في القبور مع إنكاركم البعث، وقيل: أرادوا أنهم لا يعرفون ذلك، قال: { فاسأل العادين } قيل: من الملائكة لأنهم يحصون أعمال العباد، وقيل: العادين من الحساب لأنهم يعدون الشهور والسنين، قال تعالى: { إن لبثتم إلا قليلا } لأن لها نهاية وانقضت لذاتكم { لو أنكم كنتم تعلمون } قيل: البعث والخزي، أي لو علمتم الجزاء ما اعتقدتم دوام اللبث تحت الأرض، وقيل: لو علمتم أن الباقي خير من الفاني { أفحسبتم } أي ظننتم { أنما خلقناكم عبثا } ، قيل: لعبا وباطلا لا لغرض وحكمة { وأنكم إلينا لا ترجعون } أي إلى حكمنا والموضع الذي لا يملك الحكم فيه غيرنا { فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم } أي تعالى صفاته، قال جار الله: وصف العرش بالكرم لأن رحمته تنزل منه والخير والبركة، أي نسبته إلى أكرم الأكرمين كما يقال بيت كريم إذا كان ساكنوه كراما { ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به } أي لا حجة له { فإنما حسابه عند ربه } قيل: جزاؤه ومكافأته عند الله والمحاسبة والمكافأة نظائر { إنه لا يفلح الكافرون } أي لا يظفر بما يطوله المؤمنون من الجنة بإيجاب { وقل رب اغفر } الذنوب { وارحم } بإيجاب الثواب { وأنت خير الراحمين } لأن عطاءه لا ينفد بل يتصل ويدوم ولأن أصول النعم وفور منه.
[24 - سورة النور]
[24.1-2]
قوله: { سورة } أي هذه سورة قطعة من القرآن { أنزلناها } أمرنا جبريل أن ينزل بها { وفرضناها } قيل: بيناها، وقيل: فرضنا أحكامها التي فيها، وأصله القطع، أي جعلنا واجبه مقطوعا بها، والتشديد للمبالغة في الإيجاب { وأنزلنا فيها } في السورة { آيات } دلالات { بينات لعلكم تذكرون } الدلائل فتردكم إلى العلم، وقيل: الآيات الشرع والأحكام التي فيها، ثم ذكر تلك الآيات وابتدأ بذكر الزاني فقال سبحانه:
الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة
ناپیژندل شوی مخ