تفسیر الاعقم

اقعم d. 850 AH
162

تفسیر الاعقم

تفسير الأعقم

ژانرونه

" لا خير في دين ليس فيه ركوع ولا سجود، فأما كسرها بأيديكم فذلك لكم، وأما اطالت اللات فاني ممتعكم بها "

وقام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وتوضأ فما زالوا به حتى أنزل الله تعالى هذه الآية، وان كادوا قربوا وهموا أن يفتنوك ويضلوك عن الذي أوحينا اليك يعني القرآن، وقيل: وفد ثقيف، وقيل: طرد الفقراء { لتفتري علينا غيره } أي يصرفونك عن القرآن لتختلق علينا الكذب { وإذا لاتخذوك خليلا } من الخلة التي هي المودة فبين أنه لولا لطف الله لقرب من اجابتهم، { إذا لأذقناك ضعف } حياة الدنيا وضعف عذاب الآخرة لعظم ذلك { ثم لا تجد لك علينا نصيرا } أي ناصرا ينصرك، وروي أن هذه الآية لما نزلت قال (صلى الله عليه وآله وسلم):

" اللهم لا تكلني إلى نفسي طرفة عين "

{ وإن كادوا ليستفزونك من الأرض } قيل: نزلت في أهل مكة هموا باخراج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من مكة، وقوله: ليستفزونك ليزعجونك بعدوانهم ومكرهم من أرض مكة، { وإذا لا يلبثون خلافك } لا يبقون بعد اخراجك { إلا قليلا } فان الله مهلكهم، وكان كما قال: فقد أهلكوا ببدر بعد الاخراج بقليل ولم يخرجوه بل هاجر خوفا من ربه، وقيل: من أرض العرب، وقيل: من أرض المدينة فإنه (صلى الله عليه وآله وسلم) لما هاجر حسده اليهود وكرهوا قربه منهم فاجتمعوا اليه وقالوا: يا أبا القاسم ان الانبياء انما بعثوا بالشام وهي بلاد مقدسة، وكانت مهاجر ابراهيم، فلو خرجت إلى الشام لآمنا بك وقد علمنا أنه لا يمنعك من الخروج إلا خوف الروم، فانا مانعك منهم.

... رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عازما على الخروج إلى الشام لحرصه على دخول الناس في الاسلام، فنزلت فرجع (صلى الله عليه وآله وسلم) { سنة من قد أرسلنا } يعني أن كل قوم أخرجوا رسولهم من بين أظهرهم فسنة الله أن يهلكوا بعذاب الاستئصال، وقيل: سنته أن يحفظ رسله ويعصمهم حتى يبلغوا رسالاته { ولا تجد لسنتنا تحويلا } ما أراد الله أن يجري العادة لا يتهيأ لأحد أن يغلبه من ارسال رسول واستئصال قوم.

[17.78-82]

{ أقم الصلاة لدلوك الشمس } دلكت الشمس غربت، ويروى عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم):

" أتاني جبريل لدلوك الشمس حين زالت الشمس فصلى بي الظهر "

فان كان الدلوك للزوال فالآية جامعة للصلوات الظهر والعصر { إلى غسق الليل } الغسق: الظلمة وهو وقت صلاة العشاء، قيل: هو خطاب للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والمراد هو وغيره، وقيل: أراد أيها الانسان أو أيها السامع لدلوك الشمس الظهر والعصر، الى غسق الليل المغرب والعشاء { وقرآن الفجر... كان مشهودا } أي صلاة الفجر، ويعني قرآنا للتأكيد والقراءة في الصلاة، وسميت قرآنا وهي القراءة، مشهودا تشهده ملائكة الليل والنهار ينزل هؤلاء ويصعد هؤلاء أو يشهده الكثير من المصلين، أو من حقه أن يكون مشهودا بالجماعة الكثيرة، ويجوز أن يكون { وقرآن الفجر } حثا على طول القراءة في الفجر يسمع الناس القرآن وكثرة الثواب، وروي أن ملائكة الليل قالوا: فارقنا عبادك وهم يصلون وملائكة النهار قالوا: أتينا عبادك وهم يصلون، { ومن الليل فتهجد به } وعليك ببعض الليل، والتهجد: التيقظ ولا يكون التهجد إلا بعد نوم عند اكثر المفسرين، وقيل: التهجد صلاة بعد رقدة، وقيل: بالقرآن والصلاة { نافلة } عبادة زائدة { لك } على الصلوات الخمس وقيل: كرامة وعطية لك، وقيل: غنيمة لك فاغتنمها { عسى } من الله واجب { أن يبعثك ربك مقاما محمودا } ومعنى المقام المحمود الذي يحمده القائم فيه وهو مطلق فيما كل ما يجب الحمد من أنواع الكرامات، وقيل: المراد الشفاعة، وعن ابن عباس: مقام يحمدك فيه الأولون والآخرون وتشرف فيه على جميع الخلائق تسأل تعطا وتشفع تشفع ليس أحد إلا تحت لوائك، وعن أبي هريرة عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم):

" هو المقام الذي أشفع فيه لأمتي "

ناپیژندل شوی مخ