تفسیر الاعقم

اقعم d. 850 AH
155

تفسیر الاعقم

تفسير الأعقم

ژانرونه

[العنكبوت: 13] وقيل: أراد تضعيف العذاب عليهم { ويوم نبعث في كل أمة شهيدا عليهم من أنفسهم } ، قيل: برسلهم، وقيل: المؤمنين من كل أمة، وقيل: أراد بالشهداء هاهنا جوارحهم { وجئنا بك } يا محمد { شهيدا على هؤلاء } الذين بعثت اليهم، وقيل: على الأنبياء بأنهم بلغوا { ونزلنا عليك الكتاب } يعني القرآن { تبيانا لكل شيء } أي ليبين به كل شيء يحتاجون اليه من أمر دينهم { وهدى ورحمة وبشرى } وبشارة للمسلمين.

[16.90-97]

{ إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى } أراد الإحسان بالأموال والأخلاق الحسنة والإرشاد والسعي الجميل، وقيل: العدل بالتوحيد، والإحسان أداء الفرائض، وقيل: العدل في معاملة غيرك، والإحسان إلى نفسك فلا تلقيها في العذاب، وإيتاء ذي القربى إعطاء ذي القربى حقهم بصلة رحمهم { وينهى عن الفحشاء } كل قبيح { والمنكر } ما ينكر الشرع { والبغي } الظلم والمكر، وروي أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قرأ هذه الآية على الوليد فقال: يابن أخي أعد، فأعاد، فقال: إن له لحلاوة وأن عليه لطلاوة، وأن أعلاه لمثمر وأن أسفله لمغدق، وما هو بقول البشر، فقال عثمان بن مظعون: فأخبرت أبا طالب فقال: يا معشر العرب اتبعوا ابن أخي ترشدوا وتفلحوا { وأوفوا بعهد الله } هي البيعة لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على الاسلام، وقيل: هو الإيمان، وقيل: هو ما يلزم فعله { ولا تنقضوا الأيمان } أي لا تحنثوا فيها لما في الحنث من هتك الحرمة { بعد توكيدها } بعد تشديدها { وقد جعلتم الله عليكم كفيلا } قيل: شهيدا على الوفاء بذلك { إن الله يعلم ما تفعلون } { ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا } أنقاضا قيل: هي ريطة بنت سعيد وكانت خرقاء، اتخذت مغزلا قدر ذراع، وصنارة قدر أصبع، وفلكة عظيمة على قدرها، وكانت تغزل هي وجواريها من الغداة إلى الظهر، ثم تأمرهن فينقض ما غزلن، يعني لا تكونوا في نقض الايمان كالمرأة التي اتخذت على غزلها بعد أن أحكمته وأبرمته فجعلته أنكاثا { تتخذون أيمانكم } يعني ولا تنقضوا ايمانكم فتتخذونها { دخلا بينكم } أي مفسدة ودغلا { أن تكون أمة هي أربى من أمة } أي تكون جماعة أكثر من جماعة عدد فتحلفون معهم وتنقضون الأيمان، وقيل: لا تنقضوا الأيمان إذا رأيتم عدد الأعداء أكثر كما فعلته قريظة حالفوا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ونقضوا عهده { إنما يبلوكم الله به } أي يختبركم بالوفاء بالعهد، معناه يعاملكم معاملة المختبر ليقع الجزاء بالعمل { وليبينن لكم يوم القيامة } أي يخبركم بحقيقة { ما كنتم فيه تختلفون } { ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة } حنيفية مسلمة على طريقة الالجاء والاضطرار، وهو قادر على ذلك، يعني فتصيرون على مذهب واحد لا تختلفون في شيء { ولكن يضل من يشاء } ، قيل: يعاقب من يشاء، وقيل: يخذل من علم أنه يختار الكفر { ويهدي من يشاء } وهو أن يلطف بمن علم أنه يختار الايمان { ولتسألن عما كنتم تعملون } { ولا تتخذوا أيمانكم دخلا بينكم } يعني لا تتخذوا الإيمان مكرا وخديعة وفسادا لأنهم يسكنون إلى ذلك { فتزل قدم بعد ثبوتها } فتهلكوا بعد ما كنتم آمنين، فثبوت القدم عبارة عن الأمن وزوالها عن الهلاك، وقيل: هي كناية عن الإحباط { وتذوقوا السوء } أي العذاب { بما صددتم } بصدكم وإعراضكم { ولا تشتروا بعهد الله } ، قيل: عهده لما أمر به من التناصر والتعاون والعمل بطاعته، أي لا تأخذوا على ذلك شيئا من دينكم، وقيل: لا تنقضوا عهودكم التي تعاهدون تبتغون بنقضها ثمنا قليلا من مال وغيره { إنما عند الله هو خير لكم } يعني ما يعطيكم الله مما أعد لكم على الوفاء بالعهد خير لكم من حطام تجمعونه { إن كنتم تعلمون } أن الآخرة خير والله أعلم { من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن } ، قيل: العمل الصالح الطاعات والايمان { فلنحيينه حياة طيبة } ، قيل: الرزق الحلال، وقيل: القناعة والرضا عن الله في العسر واليسر، وقيل: الجنة والثواب الدائم، وقيل: حياة طيبة في القبر، وعن ابن عباس: الحياة الطيبة الرزق، وقيل: الحياة الطيبة الاستغناء عن الخلق والافتقار إلى الله تعالى.

[16.98-105]

{ فإذا قرأت القرآن } ، قيل: أردت قراءة القرآن { فاستعذ بالله } أي اطلب الملجأ إلى الله والفزع إليه { من الشيطان الرجيم } ، قيل: اللعين المبعد من الرحمة، وقيل: المرمى بالشهب { إنه ليس له سلطان } يعني طريق يتسلط بها { على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون } { إنما سلطانه } ، قيل: قوته وحجته { على الذين يتولونه } أي يتولون الشياطين باتباعهم واتباع آثارهم { والذين هم به مشركون } ، قيل: الذين هم بالله مشركون، وقيل: به كناية عن الشيطان يعني الذين هم بالشيطان مشركون فيما يدعو إليه من عبادة الأوثان { وإذا بدلنا آية مكان آية والله أعلم بما ينزل } الآية نزلت في المشركين حين قالوا: أن محمدا يسخر بأصحابه يأمرهم اليوم بأمر وينهاهم عنه غدا ما هو يقوله إلا من تلقائه فنزلت الآية، وإذا بدلنا آية مكان آية يعني نسخنا حكم آية أخرى لما في النسخ من المصلحة، وقيل: إذا نسخنا آية فرفعنا تلاوتها وحكمها بآية، وقيل: هي الشريعة التي كانت معمولا بها في أهل الكتب المتقدمة { بل أكثرهم لا يعلمون } أن الله أعلم بالمصالح { قل } يا محمد { نزله } يعني القرآن وتبدل الآيات { روح القدس } جبريل { ليثبت الذين آمنوا } أي يكون لطفا لهم { وهدى وبشرى للمسلمين } { ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر } أرادوا بالبشر غلاما كان لخاطب قد أسلم وحسن إسلامه إسمه عائش أو يعيش وكان صاحب كتب، وقيل: عبد اجبر وشار كانا يصنعان السيوف بمكة، ويقرآن التوراة والإنجيل، فكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا مر وقف عليهما يسمع ما يقرآن، فقالوا: يعلمانه، فقيل لأحدهما: تعلمانه؟ قال: بل هو يعلمني، وقيل: بل هو سلمان الفارسي { لسان } اللسان اللغة { الذي يلحدون اليه } ويقال: اللحد القبر، ولحده وهو ملحود وملحد إذا مال حفره عن الاستقامة، ثم استعير لكل من مال عن الاستقامة، يقال: ألحد فلان في قوله، وألحد في دينه، ومنه الملحد لأنه أمال مذهبه عن الأديان كلها، والمعنى لسان الرجل الذي يميلون قولهم عن الاستقامة اليه لسان { أعجمي } عربي { وهذا لسان عربي مبين } { إن الذين لا يؤمنون بآيات الله } أي يعلم الله منهم أنهم لا يؤمنون، قوله تعالى: { لا يهديهم الله } لا يلطف بهم لأنهم من أهل المعاصي في الدنيا والعذاب في الآخرة { إنما يفتري الكذب } ردا لقولهم { إنما أنت مفتر } يعني إنما يليق افتراء الكذب بمن لا يؤمن { وأولئك } إشارة إلى قريش، وقيل: { هم الكاذبون } على الحقيقة.

[16.106-112]

{ من كفر بالله من بعد إيمانه } أي من ارتد عن دين الله بعدما قبله، وقيل: في الآية تقديم وتأخير تقديره من كفر بالله { ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله } ثم استثنى فقال: { إلا من أكره } على الكفر بلسانه { وقلبه مطمئن بالإيمان } يعني ساكن القلب اليه، وروي أنها نزلت الآية في ناس من أهل مكة ثبتوا فارتدوا عن الاسلام بعد دخولهم فيه، وكان فيهم من أكره فأجرى كلمة الكفر على لسانه وهو معتقد الايمان، فيهم عمار بن ياسر وصهيب وبلال وخباب وسالم، فأما عمار وأبواه ياسر وسميه فقتلا وأما صهيب وبلال وخباب وسالم فعذبوا، وقيل: أن سمية ربطت بين بعيرين ووجئ في قلبها بحربة وقالوا: إنك أسلمت من أجل الرجال فقتلت، وقيل: ياسر، وهما أول قتيلين في الاسلام، وأما عمار فقد أعطاهم ما أراد بلسانه منكرها في قلبه،

" فقيل: يا رسول الله إن عمارا كفر؟ فقال: " كلا إن عمارا ملئ إيمانا من قرنه إلى قدمه واختلط الايمان بلحمه ودمه " فأتى عمار رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو يبكي فجعل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يمسح عينيه: " وقال مالك ان عادوا لك فعد لهم بمثل ما قلت "

{ أولئك الذين طبع الله على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم وأولئك هم الغافلون } قيل: جعلت عليها ملائكة ليعرفوهم فتلعنهم، وقيل: شبههم بالأصم والأعمى وأنهم بالغفلة صاروا كالمطبوع على قلوبهم { لا جرم } ، قيل: حقا أن لهم النار { ثم ان ربك للذين هاجروا } وهم عمار وأصحابه، ومعنى إن ربك لهم لا عليهم بمعنى أنه وليهم وناصرهم { من بعد ما فتنوا } بالعذاب والاكراه على الكفر قيل: نزلت الآية في عباس بن ربيعة أخي أبي جهل من الرضاعة { يوم تأتي كل نفس } يعني يوم القيامة { تجادل } تخاصم { عن نفسها } وتحتج { وتوفى كل نفس ما عملت وهم لا يظلمون } { وضرب الله مثلا قرية آمنة } ، قيل: مكة حين أخرجوا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأصحابه، وقيل: كانت قرية في الأمم الماضية على هذه الصفة { يأتيها رزقها رغدا } واسعا { من كل مكان } يعني يحمل اليها من البر والبحر { فكفرت } بتكذيب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو من النعم، وقيل: كفرت { بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف } ذكر اللباس لأنه يظهر عليهم، وروي أنه بلغ بهم القحط إلى أن أكلوا العلهن، وقيل: الجوع منعوا المطر، وروي أنهم أقاموا بالجوع سبع سنين، والخوف من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والسرايا من المسلمين إليهم، روي أنهم كلموا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال:

" هذه الرجال عادت فما بال النساء والصبيان؟ "

ناپیژندل شوی مخ