تفسیر الاعقم

اقعم d. 850 AH
146

تفسیر الاعقم

تفسير الأعقم

ژانرونه

[13.25-30]

{ والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه } ، قيل: عهد الله وأمره وما ألزم العبد كالتكليف ونقضه أن لا يتفكر فيه ولا يعمل به من بعد ميثاقه، قيل: من بعد ما أحكمه الله عليه بما دل على وجوبه، وقيل: من بعد ما أحكموه على أنفسهم بالعهد مع الرسول، وقيل: هم الخوارج { ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل } ، قيل: قطعوا الأرحام وقد أمروا بصلتها، وقيل: قطعوا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وقد أمروا بصلته، وقيل: هو صلة المؤمنين { و } الذين { يفسدون في الأرض } ، قيل: بالدعاء إلى غير الله والقتال لرسوله والمؤمنين { ولهم سوء الدار } أي جهنم والنار { الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر } أي يوسع له ويقدر أي يرزقه دون غيره، والآية نزلت في أهل مكة { وفرحوا } بما بسط الله لهم من الدنيا فرح بطر وأشر لا فرح سرور بفضل الله وإنعامه عليهم، ولم يقابلوا بالشكر حتى يستوجبوا نعم الآخرة، يعني { فرحوا بالحياة الدنيا } أي بما أوتوا من الرزق من حطام الدنيا ونسوا الآخرة { وما الحياة الدنيا في } حب { الآخرة إلا متاع } أي قليل ذاهب { ويقول الذين كفروا لولا أنزل عليه آية من ربه } الآية نزلت في أهل مكة { قل إن الله يضل من يشاء } ممن هو على صفتكم بسلبه الألطاف { ويهدي اليه من أناب } أي من رجع إلى الله تعالى وتاب { الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله } يعني تسكن قلوبهم إلى القرآن إذا تدبروا فيه، وقيل: تطمئن قلوبهم عند وعده ووعيده { ألا بذكر الله تطمئن القلوب } قلوب المؤمنين { الذين آمنوا وعملوا الصالحات } يعني ما أمروا به من الطاعات { طوبى لهم } ، قيل: قرة عين عن ابن عباس، وقيل: طوبى لهم مدينة في الجنة، وقيل: خير وكرامة، وقيل: شجرة في الجنة روي أن أصلها في دار الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وفي دار كل مؤمن منها غصن، وقيل: العيش الطيب لهم { وحسن مآب } أي مرجع { كذلك أرسلناك } يا محمد { في أمة قد خلت } الآية نزلت في عبد الله بن أمية المخزومي وأصحابه حين نزل { اسجدوا للرحمان } قالوا: وما نعرف الرحمان إلا صاحب اليمامة يعني مسيلمة، وقيل: نزلت في مشركي العرب قالوا: أما الله فنعرفه وأما الرحمان فلا نعرفه، وقيل:

" نزلت في صلح الحديبية لما كتب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بسم الله الرحمان الرحيم فقال سهيل: لا نعرف الرحمان اكتب يا محمد باسمك اللهم وكذلك كانوا يكتبون فقال (صلى الله عليه وسلم): " أكتب هذا ما صالح عليه محمد رسول الله " فقال لإن كتب رسول الله وأنكرناك لقد ظلمناك اكتب هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله "

، وقوله: كذلك أرسلناك أي هكذا أرسلناك يا محمد، وقيل: كما أرسلنا في الأمم { أرسلناك في أمة قد خلت من قبلها أمم } قرون وجماعات { لتتلوا عليهم } القرآن { الذي أوحينا إليك وهم يكفرون بالرحمان } يجحدونه { قل } يا محمد { هو ربي } أي الرحمان الذي أنكرتموه ربي ومبدئي { لا إله إلا هو عليه توكلت } فوضت أمري إليه { وإليه متاب } مرجعي.

[13.31-35]

{ ولو أن قرآنا سيرت به الجبال } جواب لو محذوف أي لو كان هذا { أو قطعت به الأرض } الآية نزلت في جماعة من كفار قريش منهم أبو جهل، وعبد الله بن أمية المخزومي، قالوا: يا محمد إن كان هذا القرآن حقا فسير لنا جبال مكة حتى تنفسح لنا فإنها أرض ضيقة، واجعل لنا فيها عيونا وأنهارا فنزلت الآية { سيرت به الجبال } على وجه الأرض { أو قطعت به الأرض } أي شقت وجعلت أنهارا وعيونا { أو كلم به الموتى } أي وأحيي به الموتى لكان هذا القرآن { بل لله الأمر جميعا } ، وقوله: { أفلم ييأس الذين آمنوا } أي من إيمان هؤلاء الكفار { أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعا } أي لو شاء ألجأهم إلى ذلك { ولا يزال الذين كفروا } ، قيل: أراد جميع الكفار { تصيبهم بما صنعوا } من كفرهم وتكذيبهم { قارعة } أي مهلكة، وقيل: داهية وعقوبة من قتل وأسر، وقيل: أراد بالقارعة سرايا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) { أو تحل } أي أو تحل أنت { قريبا من دارهم } أي أو تحل القارعة قريبا من دارهم { حتى يأتي وعد الله } وهو موتهم أو القيامة، وقيل: هو فتح مكة وكان الله تعالى قد وعده ذلك { ولقد استهزئ برسل من قبلك } كما استهزأ هؤلاء بك { فأمليت للذين كفروا } أي أمهلتهم ليتوبوا ويتدبروا ولتتم عليهم الحجة { ثم أخذتهم } بالعقاب والهلاك { فكيف كان عقاب } أي كيف رأيتم عذابي لأولئك كذلك يكون هؤلاء وفيه تسلية للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) { أفمن هو قائم على كل نفس } صالحة أو طالحة { بما كسبت } احتجاج عليهم في إشراكهم بالله تعالى، يعني فالله هو الذي هو قائم رقيب على كل نفس صالحة وطالحة بما كسبت يعلم خيره وشره، أي كمن ليس هو كذلك وهي الأوثان { وجعلوا لله شركاء } من خلقه يعبدونهم { قل سموهم } يعني ليس لهم اسم له مدخل في باب الإلهية وذلك استحقار بهم، وقيل: جعلتم له شركاء فسموهم له من هم وبينوهم بأسمائهم { أم تنبئونه بما لا يعلم في الأرض } يعني تخبرونه بما لا يعلم يعني إلا أن تضيفوها بما لا يصلح أن يعلم أنه تعالى لا يعلم لنفسه شريكا { أم بظاهر من القول } يعني يقولون قولا لا حقيقة له، ذلك قولهم بأفواههم ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها { بل زين للذين كفروا مكرهم } ، قيل: إنما زين ذلك شياطين الجن والإنس { ومن يضلل الله فما له من هاد } ، قيل: يحكم لضلالته، وقيل: من أضله عن طريق الجنة { لهم عذاب في الحياة الدنيا } يعني يجمع لهم بين عذاب الدنيا والآخرة { ولعذاب الآخرة أشق } أي أشد على النفوس { وما لهم من الله من واق } من دافع يدفع عنهم العذاب { مثل الجنة التي وعد المتقون } يدخلونها { تجري من تحتها الأنهار } أي من تحت أشجارها وأبنيتها { أكلها دائم } أي مأكولاتها وثمارها دائمة لا تنقطع { وظلها } يعني دائم ظلها فلا يكون فيه شمس ولا حر ولا برد { تلك عقبى الذين اتقوا } أي هذه الجنة عاقبة أمر المتقين وعاقبة أمر { الكافرين النار }.

[13.36-43]

{ والذين آتيناهم الكتاب } يعني القرآن، قيل: أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والمؤمنون أعطوا القرآن وآمنوا وفرحوا به، قيل: هم الذين آمنوا من أهل الكتاب فرحوا بالقرآن لأنهم آمنوا وصدقوا ومن الأحزاب بقية أهل الكتاب وسائر المشركين، وقيل: الآية نزلت في كعب بن الأشرف وأصحابه والسيد والعاقب، وقيل: هم الذين تحزبوا على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كانوا ينكرون ما هو نعت الإسلام ونعت الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وغير ذلك مما يعرفون، وينكرون القصص وبعض الأحكام والمعاني اليه { أدعوا } أي إلى توحيده وعبادته { وإليه مآب } مصيري ومرجعي عند البعث، ثم ذكر تعالى صفة القرآن المنزل فقال تعالى: { وكذلك أنزلناه } يعني القرآن { حكما عربيا } لما فيه من الأحكام وبيان الحلال والحرام { ولئن اتبعت أهواءهم } يعني أهواء هؤلاء المشركين { ما لك من الله من ولي } يدفع عنك ما تستحقه { ولا واق } يقيك العذاب { ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية } ، قيل: أن اليهود، عيروا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بكثرة النساء وقالوا: لو كان نبيا لشغلته النبوة عن النساء فنزلت الآية مبينة إنا { أرسلنا رسلا } لهم أزواج أكثر من أزواجك كما كان لسليمان (عليه السلام) ثلاثمائة ممهورة وسبعمائة سرية، ولداوود (عليه السلام) مائة امرأة عن ابن عباس { وما كان لرسول أن يأتي بآية } معجزة { إلا بإذن الله } بأمره وإلطافه { لكل أجل كتاب } أي لكل وقت قدرة الله تعالى كتاب أثبت فيه وهو اللوح المحفوظ، وقيل: لكل أمر قضاه الله كتاب ينزل من السماء أجل ينزل فيه، وقيل: لكل أجل من آجال الخلق كتاب عند الله، وقيل: عند الملائكة والحفظة { يمحو الله ما يشاء } ، قيل: يمحو من كتاب الحفظة المباحات { ويثبت } ما فيه الجزاء كالطاعات والمعاصي، وقيل: يمحو الآجال، وقيل: يمحو الله ما يشاء هو ما جاء أجله ويدع ما لم يجئ أجله ويثبته، وقيل: " يمحو الله ما يشاء من القرون بالاهلاك ويثبت ما يشاء بالإمهال " عن علي (عليه السلام)، وقيل: يمحو الله الطاعة بالمعصية والمعصية بالطاعة، وقيل: يزيد في الأجل ما يشاء وينقص ما يشاء، وقيل: يمحو كفر الناس ومعاصيهم بالتوبة ويثبت إيمانهم وطاعتهم { وعنده أم الكتاب } أصل الكتاب وهو اللوح المحفوظ لأن كل شيء كائن مكتوب { وإن ما نرينك بعض الذي نعدهم } ، قيل: العذاب، وقيل: الظفر بهم وإبطال دينهم وإظهار دين الإسلام { فإنما عليك البلاغ } أي ليس عليك إلا إبلاغ الرسالة { وعلينا الحساب } أي وعلينا الجزاء والحساب { أولم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها } ، قيل: بالفتوح على المؤمنين من أرض المشركين بأن يفتح أرضا بعد أرض فتبطل فيها أحكام الشرك وتظهر أحكام الإسلام، وقيل: بذهاب علمائها، وعن ابن مسعود: " موت العالم ثلمة في الاسلام لا يسدها شيء " وقيل: خرابها بعد العمارة، وقيل: نقصان ثمرها { والله يحكم لا معقب لحكمه } أي لا راد لحكمه والمعقب الذي يكره على الشيء فيبطله { وهو سريع الحساب } أي الجزاء على ما يعمله العبد من الخير والشر { وقد مكر الذين من قبلهم } أي من قبل قريش { فلله المكر جميعا } يعني ما يفعله الله تعالى بهم من الهلاك { ويقول الذين كفروا لست مرسلا قل } لهم يا محمد { كفى بالله شهيدا بيني وبينكم } أي حسبي الله شاهدا بيني وبينكم، والباء زائدة والله سبحانه فاعل وشهيد تمييز { ومن عنده علم الكتاب } قيل: هو الله تعالى، والكتاب اللوح المحفوظ، وقيل: أهل الكتاب الذين آمنوا من اليهود والنصارى، وقيل: هو علي بن أبي طالب (عليه السلام) رواه في الحاكم، وقرئ بكسر الميم من عنده شاذا، وقرئ في الشواذ أيضا { ومن عنده علم الكتاب }.

[14 - سورة ابراهيم]

[14.1-4]

ناپیژندل شوی مخ